منتديات الراعى و الخراف
عزيزنا الزائر مرحبا بك فى منتديات الراعى و الخراف اذا كنت غير مسجل فبرجاء التسجيل و ننال شرف انا تكون من اسره الراعى و الخراف و ان كنت مسجل بالفعل فتفضل بالدخول و شكرا لك لزياره منتداناو نتمى لك ان تقضى وقتا ممتعا بالمنتدى
منتديات الراعى و الخراف
عزيزنا الزائر مرحبا بك فى منتديات الراعى و الخراف اذا كنت غير مسجل فبرجاء التسجيل و ننال شرف انا تكون من اسره الراعى و الخراف و ان كنت مسجل بالفعل فتفضل بالدخول و شكرا لك لزياره منتداناو نتمى لك ان تقضى وقتا ممتعا بالمنتدى
منتديات الراعى و الخراف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الراعى و الخراف

منتدي مسيحى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تم انشأ ايميل لمن يريد الاستفسار عن اى شى و هو

elra3y@ymail.com
مطلوب مشرفين على الاقسام لمن يريد المشاركه يكون لديه اشتراكات و مواضيع بالمنتدى

 

 الإنسان المجروح الراهب كاراس المحرقى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنت العدرا
عضو ذهبي
عضو ذهبي
بنت العدرا


عدد الرسائل : 3800
العمر : 58
السٌّمعَة : 14
نقاط : 6320
تاريخ التسجيل : 13/02/2008

الإنسان المجروح         الراهب كاراس المحرقى Empty
مُساهمةموضوع: الإنسان المجروح الراهب كاراس المحرقى   الإنسان المجروح         الراهب كاراس المحرقى Emptyالأحد مايو 15, 2011 12:34 am




الطبعة الثانية
اسم الكتاب: الإنسان المجروح
تأليف: الراهب كاراس المحرقى
مراجعة وتقديم: أ.د/ جمال شحاتة
الجمع: سوتير للكمبيوتر
تصميم الغلاف: الأستاذ عادل لبيب
المطبعة: شركة الطباعة المصرية

6102095- 6100589
رقم الإيداع: 9751/2002




تقديـم
للأستاذ الدكتور جمال شحاتة
مسكين إنسان هذا العصر- عصر القلق- فقد عصفت به التغيرات الإجتماعية والتكنولوجية السريعة والمتلاحقة، وتلاطمته الأحداث والمختراعات، فجعلته يعيش خائفاً مرتعباً فى يومه، قلقاً على غده، متشائماً من مستقبله، فسرعة إيقاع الحياة والتدفق السريع والمتلاحق للمعلومات والاكتشافات.. جعلته يلهث وراء الماديات واقتناء كل ما هو جديد إلى الحد الذى أنساه أنه إنسان!!
فإنسان العصر الحالى مجروح من نفسه أولاً، عندما يتخلى عن إنسانيته، ويسعى وراء شهوات جسده: وراء السلطة والجاه والمال وإشباع غرائز الجسد.. فيصير مثل ترس فى آلة قد لا يستطيع الفكاك منها وهى تدور به فى دوائر مفرغة لا يستطيع كسرها والخروج منها، ويصبح مستعبداً من نفسه، فيعيش قلقاً ومهموماً، خائفاً ونهماً، بل يقع فريسة لكثير من الأمراض النفسية والجسدية والعقلية..
وهو مجروح من الآخرين عندما يعانى من آفة الفقر وعدم تمكّنه من إشباع احتياجاته واحتياجات أُسرته، مجروح عندما يعيش فى مناخ يسوده الظلم والاستبداد، أو عندما يسود مجتمعه الطبقية التى تصنّف الناس لا على أساس إنسانيتهم وما يملكون من مهارات وقدرات وأخلاقيات، بل على أساس ما يملكون وما لا يملكون من ثروات وأموال وهو مجروح عندما يضطهد من أجل عقيدة أو مبدأ أو فكر أو من أجل دين أو عندما يُجبر على فعل ما لا يجب أن يفعل.. إنه مجروح من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان!!
ويُجرح الإنسان عندما يفقد حريته بإرادته، وذلك عندما تقيده الخطية وتقوده فتصيّره عبد لها، ويصبح أسيراً لشهواته وأهوائه، فيتمركز حول ذاته، لا يرى فى الدنيا سوى صورته، فتقتله أنانيته، وتقوده أهوائه إلى الهلاك، أو عندما يفقد حريته بغير إرادته، عندما يحرمه الآخرون من حقه فى الاختيار واتخاذ القرار، أو يسيطرون على إرادته وعلى ذاته، ويوجهونها كما يريدون من خلال استبداد رأس المال والاستعباد الإنسانى والظلم الاجتماعى والجهل الدينى والتطرف الفكرى..
والتساؤل الذى يفرض نفسه الآن هو: كيف يتخلص الإنسان من جروحه والانتصار على جارحيه من الداخل والخارج ؟ ما هو الحل لخلاص إنسان هذا العصر وفكاكه من هذه الجروح ؟ خاصة أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذى خُلق على صورة الله ومثاله، وهو يملك العقل الذى يسيطر على العاطفة، فيستطيع أن يغيّر واقعه ويتوافق مع كل ما يحيط به.. الحل هو فى المسيح يسوع، فالمسيح دعوة للحرية، وأقواله وتعاليمه ونقاوة سيرته.. هى خير ضمان لحرية الإنسان بعواملها الداخلية والخارجية..
هذه هى الرسالة التى يحاول الكتاب الهام والقيّم، أن يرسلها لكل إنسان جارح أو مجروح، حتى تستعيد الإنسانية إنسانيتها، ويعود الإنسان إلى طبيعته الأولى كما خلقه الله من البدء.
فالكتاب الذى بين يديك أيها القارئ الكريم هو محاولة لتضميد جراح البشر من خلال امتلاكهم لحريتهم الحقيقية، وهو يحتوى على أربعة أبواب ضمت ثلاثة عشر فصلاً، بجانب مقدمة تمهيدية، وأوضح فى الباب الأول عصر القلق، سمات عصرنا وكيف نحيا فيه وموقع الله فينا من هذا العصر القلق، وعرض الباب الثانى أسياد وعبيد، أغنياء وفقراء لبعض صور جراحات الإنسان وصور استعباده لأخيه الإنسان، وعرض الباب الثالث لجذور الاستبداد، والتى تبدء من اللذة المرضية إلى عائلة الاستبداد والاستعباد وأعوانهم، والباب الرابع عرض للدكتاتور والدكتاتورية، والعوامل التى أدت إلى الدكتاتورية وظهور الدكتاتور وأساليب حكمه، وأخيراً وضع الكتاب الحل لنهاية جروح إنسان هذا العصر، والحل هو المسيح يسوع، فقد ختم المؤلف كتابه بمقال عنوانه: المسيح دعوة إلى الحرية.
أما مؤلف هذا الكتاب الراهب كاراس المحرقى، فهو ليس فقط رجل دين بل أديب وباحث فى آن واحد، فمن خلال عرضه لفصول الكتاب تشعر أنك أمام أديب متمكّن من لغته وأسلوبه وأدواته، فتلاحظ جمال الألفاظ والعبارات وبلاغة الأفكار والمقاطع، وفى نفس الوقت تشعر أنك أمام باحث مدقق رجع إلى الكثير من المراجع الدينية والعلمية، وقام بالتحقيق الدقيق للمعلومات والآراء، وهو غزير فى إنتاجه، فله أكثر من (34 مؤلفاً) الرب يحفظ حياته ويمنحه نعمة وبركة لننتفع بصلواته، ويقدم لنا كل ما يفرح قلوبنا ويغذى عقولنا وأرواحنا من كلام نافع مفيد.
نسأل الله أن يكون هذا العمل لمجد اسمه القدوس وبركة لكل من يقرأه، بشفاعة أمنا القديسة الطاهرة العذراء مريم، وجميع مصاف القديسين، وبصلوات أبينا القديس الأنبا شنوده الثالث وشريكه فى الخدمة الرسولية نيافة الحبر الجليل الأنبا ساويرس أسقف ورئيس دير المحرق العامر.. ولإلهنا كل مجد وكرامة إلى الأبد آمين.
أ. د/ جمال شحاتة




مقدمـة
إن كل من ينظر إلى بنى جنسه، يقر ويعترف بأن الإنسان مجروح ويوماً بعد يوم تزداد جروحه! الخليقة كلها " تئن وتتمخض معاً " كما يقول معلمنا بولس الرسول (رو8: 22)!

لقد زادت جروح الإنسان فاستنزفت دماؤه، وما كتابى إلا محاولة لتضميد جروح البشر، محاولة بسيطة وضعيفة، تبحث عن حق من حقوق الإنسان سلبه منه الغاصبون، وهذا الحق إنما هو الحرية!

إنه صرخة تبحث عن معنى الحياة، صرخة ليس لها هدف إلا أن تدفع عن الإنسان- صورة الله- الأحجار الثقيلة التى تُلقى عليه كل يوم، حتى يقدر أن يعيش، يتعبد، يفكر، يكتب، يعبّر عن رأيه بلا خوف أو تردد، وهذا ليس ثورة ولا يهدف إلى ثورة، ولكنه فكر إنسان حر يؤمن بالله وشرائعه التى تدعو إلى الحرية، فكل إنسان له حق الحياة، وهذه الحياة تصير بلا معنى، إذا كان الإنسان لا يملك حريته التى هى عطية من الله، وليست منحة من إنسان كما يتوهم البعض!

كل المجتمعات التى احترمت حرية الإنسان، ووفرت له الأمن والسلام.. تقدمت، أما الذين داسوا على كرامة الإنسان واحتقروا آدميته وقتلوا مواهبه، وسجنوا حريته.. عاشوا فى ظلام لا يعرفون شيئاً فى الحياة سوى لذاتهم، واللذة عندهم هى إشباع شهوات الجسد!

أؤمن أن كثيرين سوف يسيئون فهم هذا الكتاب، خاصة السطحيين، والناقدين المغرضين غير المتعمقين، وغيرهم سيسدون آذانهم خوفاً من ثورة أرواحهم! ولكن من أجل الحرية التى نحن بصدد الحديث عنها يجب أن نكتب، ومن أجل العدل يجب أن نُنقد، ومن أجل الحق يجب أن ننظر إلى النقد ونعالج الأخطاء إن وجدت!
لقد بدأت كتابى بمقدمة بسيطة، تتحدث عن جروح العصر، ثم جاء الباب الأول يحمل اسم "عصر القلق" وفيه أصف عصرنا الغريب بكل مشاكله، موضحاً أن إنسان القرن العشرين على الرغم من اختراعاته المذهلة، التى جعلته يسبح فى الفضاء، ويغوص فى أعماق البحار.. إلا أنه قـِلق، سُمى الإنسان بالإنسان القـلِق، وسُمى العصر بعصر القلق!
ثم تحدثت فى الباب الثانى عن الطبقية تحت عنوان " أسياد وعبيد، أكواخ وقصور" فالطبقية كانت ولا تزال - وإن اختلف الشكل - من الأسباب التى زادت من جروح الإنسان!

وبينما كنت أقرأ قصة خروج بنى إسرائيل من أرض مصر، خطر لى أن أتحدث عن القسوة والاستبداد كأحد العوامل التى تجرح الإنسان ولِمَ لا ؟! ألم يتحدث الكتاب المقدس عن استبداد فرعون وإذلاله لبنى إسرائيل! ألم يأمر هيرودس الملك بقطع رأس المعمدان أعظم مواليد النساء! ألم يحدثنا الكتاب المقدس عن ملوك كثيرين أذلوا البشر واستعبدوهم، وأمروهم أن يقدموا لهم فروض العبادة والسجود!
ثم خطر ببالى إن كثيرين سيفسرون كتابى على أنه " كتاب سياسى" والكتب السياسية محظور كتابتها على رجال الدين، عندئذ كنت قد تشبعت بفكرة: إن كل ما جاء فى الكتاب المقدس من حق رجل الدين أن يكتب فيه، لأن هذا هو الكتاب الأعظم الذى يؤمن به ومن حقه أن يفسركل ما جاء فيه.. فلو أننى كنت أعظ وطُلب منى إعطاء وصف دقيق لشخصية فرعون أو هيرودس، هل أكون مخطئاً لو قلت: مستبد، ولو سُئلت عن معنى الاستبداد، هل أكون سياسياً لو عرّفته موضحاً الفرق بينه وبين الدكتاتورية والطغيان، إن الخطأ من وجهة نظرى هو التحدث عن أشخاص، أما التحدث عن أنظمة وقوانين دون المساس بالآخرين فهذا حق لكل كاتب، خاصة إذا كان كلامه مدعماً بآراء وأقوال فلاسفة وعلماء وقديسين وآيات من الكتاب المقدس!
أما الباب الرابع فقد جاء يحمل اسم " الدكتاتور" وفيه نتحدث عن شخصية- وليس شخصاً- أذلت البشر وأسالت دماء كثيرين، والحق إننى تعجبت عندما عرفت أن هذه الشخصية التى مجرد ذكرها يُذيب القلوب، كانت فى يوم لفظة سامية لا تُعطى لكل إنسان! فكيف تحولت إلى لفظـة منفّرة، هذا ما سـوف نعرفه فى الجزء الخاص بالدكتاتور، أما خاتمـة الكتاب فجاءت بسيطة مثل المقدمة وتحمل اسم " المسيح: دعوة للحرية ".

هذا هو كتابي..

وهذا ما أردت أن أقوله، مترنماً أمام السماء والأرض، وإن جاء الموت الآن واختطفني، ووقفت أمام عرش الديان العادل، لقلت ما هو أكثر بكل فرح، لأني لم أتبع سوى نداء الحق، ولكن ماذا نقول لأُناس وضعوا لأرواحهم شرائع عالمية، فإذا انفرد عن شرائعهم إنسان قالوا: إنه متمرد شرير، وساقط دنس يستحق الموت.. ويبقى السؤال: هل يظل الإنسان عبداً لشرائع فاسدة إلى انقضاء الدهر، أم يسعى ليتحرر ليحيا بالروح وللروح ؟! أيبقى الإنسان محدقاً بالتراب، أم يحوُل عينيه نحو السماء كيلا يرى جسده بين الأشواك والجماجم ؟!

أخيراً أُقدم محبتى وشكرى وتقديرى، للعالم الجليل والخادم الأمين، الأستاذ الدكتور جمال شحاتة، الذى تفضل مشكوراً، بمراجعة الكتاب والتقديم له.. الرب يعوضه على تعب محبته، واهتمامه، وتشجيعه... ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.
الراهـب
كاراس المحرقى

الإنسـان المجـروح

لاشك أن الإنسان يطرق باب الحياة، ويرحل منها فى غير موعد أو استئذان، ولكن بين الميلاد والرحيل هناك رحلة عابرة، لها جاذبيتها وجمالها، ولا زالت رحلة الحياة هى قمة القضايا الإنسانية التى تسعى كل الجماعات أن تجعلها أكثر جمالاً، فكل القوانين التى وضعها الإنسان، هدفها أن تصون الحياة وتوفر لها الأمن والسلام، والأنبياء عندما جاءوا أرادوا أن يزرعوا زرعاً إلهياً، ترتبط جذوره فى الأرض بجذور روحية تمتد إلى السماء.
ولكن على الرغم من هذا، إلا أن الألم لا يزال موجوداً، لقد زرعوا جذوراً روحية، ولكنهم لم ينزعوا جذور الألم، التى تأصلت فى كيان الإنسان، وأصبحت من المستحيل أن تُُنتزع منه.. وإن كان لكل إنسان ميزات تميزه عن الآخر، إلا أن الجميع عند الدموع يلتقون وفى البكاء من الألم يتساوون " فكل الخليقة تئن وتتمخض معاً " كقول معلمنا بولس الرسول (رو8: 22).
اُنظروا لتاريخ البشر، لتروا أنهم بدأوا جماعة صغيرة ثم ازدادوا، عاشوا موزعون على الأرض، عزلتهم الجغرافيا بجبالها وصحاريها وبحورها، ولكن بقى عنصر الإنسانية يربط البشرية المتفرقة، والألم الذى يئن تحت جبروته كل البشر.
فى كل بلاد العالم صراخ يمزق القلب، من شدة مظالم لا تُحصى، منها التشرد والجوع والحرمان، ومنها الإدمان والفساد والانحلال الخُلقى.. هذا غير الاستبداد والحروب والقتل والسرقة.. وما هذا إلا إعلان واضح، على أن العالم يتأوه والإنسان مجروح، البشرية كلها صارت خاضعة تحت نير الألم الثقيل.
الإنسان مجروح جرحاً عميقا، جرح الفقر المُميت الذى صار يذبح الناس ذبحاً، فمعظم البشر يحصدهم الموت حصداً، بسبب القحط الذى عم كثيراً من بلاد العالم.. فأصبحت الغالبية العظمى تئن صباحاً ومساءً من قسوة وألم الجوع، وأقلية يتنعمون ويتلذذون، إلا أنهم هم أيضاً يئنون، ولكن بسبب الثراء الفاحش وما ينتج عنه من شر وفساد، وبين الأثرياء والمعدمين قلة لا قيمة لها، أو قل لا ذكر لهم فى التاريخ، الذى لا يشغل صفحاته بهؤلاء وغيرهم من المعذبين المهملين... يكفيه أخبار العظماء والأثرياء والمشهورين.
يقولون: إن ملايين من البشر يموتون كل عام جوعاً، والبشرية فى مناطق كثيرة تئن ثراءً وشبعاً وتخمة، ففى إحدى الجرائد قرأت خبراً يكاد لا يُصدق تحت عنوان ( زفاف أُسطورى ) يصف لنا احتفال ملك بروناى بزفاف إبنته، يقول الخبر:
كان بريق الذهب والماس، أشد من سطوع أشعة الشمس فى سماء السلطنة، فمن الذهب صُنعت المقاعد والأطباق وأدوات المائدة، وبالمجوهرات الثمينة زُينت الملابس والأحزمة والساعات وحضر الحفل (6 آلاف) مدعو، أقاموا فى قصر يبلغ عدد حجراته (1778) حجرة، أما عن الهدايا فأثمنها عربة رولزرويس، تم تحويلها بمعرفة صنّاع بروناى، وبكميات من الذهب، وأمتار من الحرير.. إلى ما يُشبه عربة الزفاف الملكية، وخلف زجاج العربة جلست الأميرة تحمل باقة الورود: الأفرع من الذهب والأوراق من الماس .
لقد صُنعت كراسى (6 آلاف) مدعو من الذهب ! فى الوقت الذى ينام ملايين البشر على الأرصفة فى الشوارع! وعلى الأرض فى المنازل! فأى عالم هذا الذى نعيش فيه وأية أرض تلك التى تحملنا !! إنسان يموت جوعاً وإنسان يموت شبعاً !!
ملايين الدولارات تُنفق على دعايات مشاهير العظماء! وملايين البشر يعانون من التشرد والجوع! لقد خان أغنياء كثيرين عهد الله، فأغمدوا السيوف التى وضعها الله فى أيديهم لإقامة عمل الرحمة، وتقلدوا سيوفاً غيرها، لاهى إلى الشريعة ولا إلى الطبيعة، ومشوا بها يفتتحون لأنفسهم طريق شهواتهم ولذاتهم، حتى ينالوا منها ما يريدون، فأصبحنا نرى الفقراء يموتون جوعاً فلا يجدون من يُحسن إليهم، وما أسهل أن يخوض الإنسان بحراً من الدماء، إذا رأى على شاطئه الآخر جنيه، ولكن ما أصعب أن ينفق ولو مليماً منه، على مريض فى حاجة إلى أدوية، أو جائع فى حاجة إلى أطعمة..!!
نعترف بأن الله لم يخلق الإنسان ليقتر عليه رزقه، ولم يقذف به فى المجتمع ليموت جوعاً، بل أرادت حكمته أن يخلقه ويخلق له فوق بساط الأرض، وتحت ظلال السماء، ما يكفيه من مؤونته ويسد حاجته، ولكن قام القوى على الضعيف وغدر به وسلب رزقه، فصارت لحوم الفقراء تنحدر فى بطون الأغنياء انحداراً، فتغير نظام القسمة العادلة، وتشوه وجهها الجميل.
قال روكفلر الملياردير الأمريكى: " ما أعجب هذه الحياة، إن كل ممتع فيها مضر" ! ثم شرح وجهة نظره فقال: الطعام الدسم مضر بصحة الإنسان، والمال الكثير مثير للأعصاب، مقلق للراحة، باعث على الخوف من ضياعه، وحب إمرأة جميلة يمكن أن يدمر الإنسان، وذلك إذا تفرغ لها واستعبده جمالها، والحرص على الاستجابة لكل مطالبها.
هذه خبرة إنسان، لم يكن ينقصه المال ولا القوة ولا النجاح بمفهوم البشر، إنما كان ينقصه شئ واحد ألا وهو: حب الناس له، ولهذا عندما أراد أن يعرف شعور الناس نحوه، عمل استفتاء فى إحدى المجلات، التى كان يملكها عن أكثر الرجال المكروهين فى أمريكا، فكانت النتيجة: إن روكفلر أكثر رجل مكروه فى أمريكا كلها وبلا منافس!
وعندما أراد أن يكسب حب الناس وعطفهم بنى كنيسة، وكان يلقى فيها عظة الأحد بنفسه، ومع ذلك ما كان أحد يحضر إلا أتباعه! ولا تتعجبوا إن قلت لكم: إن الناس كانوا لا يمرون من أمام الكنيسة، بل عندما كانوا يقتربون منها، كانوا يمرون من طريق آخر، وقد وصلت كراهية الناس، أن أحد أقربائه طلب منه أن يأخذ جثة ابنه الميت ليدفنها فى مكان آخر، لأنه لا يقبل أن يدفن إبنه فى المدافن التى بناها روكفلر، الذى تلوثت يده بالقتل والنهب..
فما المنفعة أن يصرف إنسان عمره ،
راكعاً أمام صنم مخيف، أقامته الأجيال
المظلمة، ودعوا الخطاة إلى عبادته ؟!
فيا ليت يد الأغنياء تمتد لتمنع انحدار دموع المساكين، فاليد التى تمنع دموع الفقراء أفضل من اليد التى تُريق الدماء، والتى تفرّح القلوب أشرف من التى تُبقر البطون، فالمحسن هـو أفضل من القائد وأشرف من المجاهد، وكم هناك فرقاً: بين من يحيى الأموات ومن يميت الأحياء!
ولا شك فى أن الانحلال الخُلقى، الذى اشتعلت نيرانه وغزا نواحى كثيرة من حياتنا، أضاف إلى جروح الإنسان جرحاً ما أشد ألمه! لقد صار الجنس إله هذا العصر، وما أكثر الذين سجدوا له وسقطوا تحت أوهامه، فمعظم المطبوعات اليوم، الأفلام هى عن الجنس، حتى وسائل الدعاية أصبحت هى الأُخرى تعتمد على الجنس، وما هذا إلا إعلان أن الناس فقدوا هدفهم فى الحياة، بل إرادتهم وإيمانهم، وأصبحوا يتحركون فى دائرة بلا مركز أو محيط ثابت.. فالسعى وراء الجنس هو بداية النهاية، ولهذا قال أحد مؤرخى الغرب: إن الانحلال الخُلقى سيدمرنا لو لم يدمرنا الشيوعيون.
لقد تورط المجتمع الغربى فى الجنس وامتلأ به، بحيث أصبح يسيل من مسام حياته، فأصبحت اللذة هى الهدف الوحيد الذى ينشده ملايين البشر، وأصبح المذهب المسيطر الآن هو مذهب المتعة، فكثرت الكتابات المنحرفة، والأفلام المثيرة.. ويبقى السؤال الحائر: هل الحرية أن يعيش الناس فى الفساد ؟! ثم ما هى نهاية الانغماس فى الجنس ؟! ألم يؤكد معلمنا القديس بطرس الرسول، إن الحرية لا يجب أن تكون سترة للشر (1بط 2: 16) ! قد نكون على صواب لو قلنا: إن الحريـة الحقيقية هى: أن أفعل ما يجب لا ما أريد.
إن الانغماس فى الجنس لا يولد سعادة كما يظن البعض، بل عذاباً نتيجة الشعور بالذنب والصراع الداخلى المرير، وبعد قليل يجد الخاطئ نفسه مصاباً بأمراض نفسية وجسدية.. وشخصيته قد تعطلت واُحبطت مساعيها فى البحث والنمو، وتصبح شهواته شهوات انفلت زمامها، ومن المستحيل السيطرة عليها، ولا عجب فى هذا، لأن من يتحدى قانون الطهارة الإلهى يعيش فى توتر دائم، ومن يبحث عن نشوات جديدة واختبارات مثيرة، يكون دائماً فى قبضة الخوف والشك والقلق.. وينظر للآخرين كما لو كانوا موائد شهية، يقترب منهم عندما يشـعر بحاجته للطعام، أما النفوس فتظل بعيدة كخدام أذلاء.
وليس الجنس وحده هو ثمرة الانحلال الخُلقى، وإنما انهيار العلاقات الزوجية، ورفض القوانين والمبادى الأخلاقية، وتلف عقول الملايين بسبب إدمان المخدرات وتعاطى المسكرات، وتمرد الأولاد على والديهم، كل هذه مظاهر للانحلال الخلقى، وقد زادت من جروح البشر وأكثرت من نزيفه.
أيضاً الحروب جرحاً كان ولا زال يؤلم البشر فالحروب التى مضت لا زالت تؤرق حياتهم، والحروب القائمة تُقلق ضميرهم، فرائحة الهواء حتى الآن مفعمة بالحقد التاريخى وصراعات الشعوب، ولا زالت قصص المذابح والحروب.. التى تنشرها الصحافة تثير الرعب والفزع فى قلوب الكثيرين.
إن الحرب ما هى إلا مظهر من مظاهر العنف بل قمة أعمال العنف التى تجرح الإنسان وتمزق الروابط بين البشر، وتُدخل الحقد والكراهية فى قلوب الجماعات، يكفى أنها تفقد الإنسان سلامه، وهل يمكن لإنسان أن يحيا بلا سلام! لقد قامت حروب كثيرة، وحتى الآن لم تتمكن منظمة دولية أو هيئة دينية فى وضع حد لها، ولعل السبب هو عداوة الإنسان لأخيه الإنسان، فالإنسان منذ أن سقط امتلأ قلبه بالحقد والكراهية والغيرة.. وإلا لماذا قتل قايين أخاه هابيل ؟!
كما أن للطمع دوراً خطيراً فى انتشار الحروب، فالإنسان شره للمال وكلما اغتنى طلب المزيد، فمن المعروف أن سلم الطمع لا نهاية له، فكلما ارتقى الإنسان درجة نظر الى الأبعد، أما الدرجة الأعلى فى سلم الطمع ليست إلا سراباً خادعاً أو وهماً كاذباً !
هذا عن الحروب الدموية، أما الحروب العلمية والدينية فلها أيضاً جروح، فالعلم الذى جعل الإنسان يسبح فى الفضاء ويغوص فى أعماق البحار، وأعطى له الطائرة والسيارة والكمبيوتر.. هو أيضاً الذى أعطاه القنبلة الذرية، التى أنزلت الموت والألم على هيروشيما.
وهناك وثائق تؤكد أن الحرب الجرثومية والكيميائية ستتحكم فى مصير كوكبنا قبل نهاية القرن الحالى، فما أكثر الجراثيم التى يمكن أن تقضى على أمة بأسرها، وما أكثر الفيروسات التى لها قدرة على إحداث انهيار صحى شامل فى قارة بأكملها !
أما الأديان فلازالت حروب تُقام ودماء تُسال باسمها، وها نحن نتساءل: هل يرضى الله القدوس بأنهار الدماء التى تُسال من أجـله وباسم الدين ؟! وكأن مهمة الله أن يحيى الأموات، ومهمة الإنسان أن يميت الأحياء!
وهل ينكر أحد أن الخوف مزق كيان البشر، فالخوف جرح له جذور منذ القدم، وعلى الرغم من أن المسيح سعى ليحرر الإنسان من قيدين هما: الخوف من السماء والخوف من الأرض، إلا أنه لا زال يحيا خائفاً، ويبقى السؤال الحائر: كيف ينمو مجتمع ويتقدم حضارياً، وقد ملأ الخوف قلوب شعبه؟!
فالخوف سم قاتل للحياة والتقدم، والإنسان الخائف لا يمكن أن يُبدع، أو يُطلق ما فى وجدانه من أحاسيس، والعقل الخائف المتردد حتماً سيُصيبه الشلل، وينطفئ فيه نور الحكمة والمعرفة..
أما الخوف من السماء، فقد تسرب سُمه فى كيان الجنس البشرى عن طريق كهنة الأمم، الذين صوّروا الله جباراً قاسياً منتقماً، إذ كانت فكرتهم عن الله أنه أعظم مخيف، والإنسان ما هو إلا عبد ذليل، مخلوق ضعيف، ولهذا سـجن الكهنة القدماء الإنسان فى دائرة محرمات، وأرعبوه بفكرة جهنم والنار الآكلة، فتحول الله فى نظر الأقدمين إلى أُسطورة، كما لو كانت خيالية ولكنها تبث الرعب فى النفوس.
نعم لقد أزلت طبقة الكهنوت الناس بتخويفهم من الله والسماء، بعد أن ظنوا أنهم أمسكوا بمفاتيح الجنة والنار، يُدخلون ويُخرجون من يشاؤون! أما نتائج هذا الإذلال فكان امتصاص أرزاق البسطاء وعامة الشعب، تحت ستار بناء الهياكل والمعابد، وما كان هذا التسخير إلا لبناء أنفسهم لا لبناء المعابد كما كانوا يدعون!
فى أوقات السلم كان على الشعب أن يعطوا الكهنة نصيبهم، وفى أوقات الكوارث يدفع الشعب الأموال لتقام الصلوات، حتى تكف الآلهة عن الغضب والانتقام، فتحول الإنسان إلى عبد مطحون فى دنياه، خائف ذليل أمام آخرته، وتحولت فكرة الله إلى شبح مجهول لا يُرضيه إلا الذبائح والتقدمات، وانتشرت الأساطير والخرافات وقصص الجن، وساد نفوذ السحرة والمنجمين، واُقيمت حواجز وسدود بين الإنسان والله، إلى أن جاء السيد المسيح وحرر الإنسان من خوف السماء، الذى قيده به رجال الدين، وفتح أبواب السماء على مصراعيها، ونادى بأن كل مؤمن هو ابن الله، كما علّمه طريق الاتحاد بالله، وأعلن له أن ملكوت الله فى داخله " ها ملكوت الله داخلكم " (لو21:17).
هذا عن خوف الإنسان من السماء، أما خوفه من الأرض فله أيضاً جذور، فقد مرت على البشرية فترات حاول فيها بعض البشر تأليه أنفسهم، والويل لمن لا يسجد لهم أو لمعبوداتهم، فمن طبيعة البشر فرض النفوذ، ومن طبيعتهم أيضاً الخوف من القوة، فهذه آفة ورثها الإنسان عن مجتمع الغابة وعصور الجهل والظلام !!
لكن المسيح كما حرر الإنسان من خوف السماء، حرره أيضاً من استبداد البشر، عندما نعت هيرودس الملك بالثعلب، وسمى الفريسيين بالحيات أولاد الأفاعى، وشحذ فكر رؤساء الكهنة والكتبة حرّاس شريعة موسى، وأمسك سوطاً وهو إنسان فقير يحيا فى أسرة فقيرة، لا يحمل سلطة ولا يؤيده قانون وضرب باعة الحمام وقلب موائد الصيارفة.. السوط الذى أرعب البشرية يمسكه المسيح لا ليجلد البشر بل روح الوثنية وشبح المادية، ويطرد روح الشر من هيكل الله.. وهكذا زلزل ابن البشر فى ثورته العارمة كل أركان الأمة اليهودية فتلعثمت قلوبهم، واضطربت سيوفهم، وخجل قوادهم وعلماؤهم، وهرب التجار والعبيد والحراس.. ولم يجسر أحد أن يتصدى له أو يرد عليه أو يدنو منه.
لأن من يجعل كتب السماء شبكة، يصطاد بها أموال البشر هو خائن لشريعة السماء، ومن يقلده المؤمنين سلطة فيمتشقها سيفاً ويرفعه فوق رؤوسهم مراءٍٍِ، ومن يسلمه الضعفاء أعناقهم فيربطها بالحبال، ويقبض عليها بيد من حديد وأخرى من نار.. ولا يتركها حتى تنسحق وتتبدد كالرماد ظالم، هو ذئب كاسر! يدخل الحظيرة فيظنه الراعى خروفاً وينام مطمئناً، وعند مجئ الظلام يثب على النعاج ويخنقها، وهو نهم يحترم موائد الطعام أكثر من مذابح الهيكل، محتال يدخل من شقوق الجدران ولا يخرج إلا بسقوط البيت، ولص صخرى القلب، ينتزع الدرهم من الأرملة والفلس من اليتيم ‍‍!
الإنسان مجروح أيها الأحباء، لأنه عطشان إلى شئ عظيم اسمه الحرية! التى أصبحت مجرد كلمة نسمعها ونقرأ عنها، ولكن لا يعيشها الكثيرون.. كلُنا نرى العصافير فوق أغصان الشجر، وهى تتراقص فوق الأوراق، فى سعادة غامرة لا تبالى بما يحيط بها، ولكنها تقفز فى غير خوف أو قلق، لست أعرف عنها شيئاً لكنى أُدرك أن الحياة تسرى فى كيانها، وأن حيوية غامرة تتدفق فى هذه الكائنات الصغيرة الضعيفة وأن قوة تمدها بهذه الحياة، وأدرك أيضاً أن كل هذا إنما ثمرة من ثمار الحرية... لا ننكر أن فلسفة جديدة شقت طريقها فى عصرنا، تدعو إلى استقلال الفرد ذاتياً، فالنضج الروحى ينمو فى كل مكان، نضج يتفهم أهمية العدل والمساواة والحرية.. فقد أصبح الآن واضحاً أن الحياة لا تزدهر إلا فى الإنسان الحر، الذى يملك فكره، ويسيطر على ذاته، ويقود خُطواته.. ولكن حتى الآن لم تزل شعوب ترزح تحت قيود الذل والعبودية.. فبعد تحررها من عبودية الاستعمار ، رزحت تحت عبودية الفقر والجهل والتعصب.. تحررت الشعوب من قيود الأمم القوية الغنية ورزحت تحت أغلال السخرة الاجتماعية والنفسية.. وهى بلا شك قيود ما أصعب فكها! وجروح ليس من السهل تضميدها!
لقد حصلت شعوب كثيرة على الحرية، لكنها للأسف الشديد لم تحصل على عالم أفضل كما كانت ترجو! وما تزال الصحف تنقل إلينا صوراً أكثر عن الظلم والاستغلال والرياء.. بصورة تضاهى بل تفوق أحياناً ما كان يجرى فى أيام الملوك المستبدين، وهاهى تحيا فى نكسات سياسية واقتصادية واجتماعية.. إن احترام المجتمع لحرية الفرد، قانون إلهى وليس منحة أو هبة يمنحها إنسان لآخر والعدالة كما يقول سقراط الفيلسوف : ليست منحة من القاضى وإنما هى حق للمتقاضين عليه أن يوفرها لهم، أما حياة الإنسان فهى دعوة إلهية خاصة به، ولا معنى للدعوة الإلهية إذا سلبناها الحرية، والويل لمن يحتقر إنساناً ويحاول أن يذله ويسلب حريته أو يكبح النار الإلهية المقدسة المشتعلة فى وجدانه.
كل المجتمعات التى احترمت حرية الإنسان، ورفعت من شأنه، تقدمت وازدهرت حضارتها، وأبدع أُدباؤها وفنانوها ومفكريها.. أما الذين داسوا على كرامة الإنسان واحتقروا آدميته، وقتلوا حريته، عاشوا فى ظلام لايعرفون شيئاً فى الحياة، سوى إشباع رغباتهم المشتعلة وعواطفهم المضطربة! ويبقى السؤال: كيف يمكن لمجتمع أن ينمو ويتقدم، وقد تحول شعبه إلى قطيع، قُطعت عنه سُبل التفكير، واُلغيت شخصيته، وكل النظرات توجه إليه على أنه عبد ذليل!!
أما الجرح الأعظم فى حياة الإنسان، هو عدم معرفته لله معرفة حقيقية، فرغم انتشار الثقافة، واتساع الكرازة، ونمو الوعى الدينى، إلا أن كثيرين لم يخلصوا فى علاقتهم بالله! يجب أن نعرف أن الله خلق الإنسان وكوّنه، بحيث أنه لا يقدر أن يعيش بدونه، فنحن كما قال القديس أُغسطينوس: " خرجنا من عند الله، وستظل أرواحنا هائمة إلى أن تلتقى بالله ".. ولهذا مهما امتلك وتمتع.. فلا بد له من الله.
قال أحد الأدباء
" إن السماء تبكى بدموع الغمام .. ويخفق قلبها بلمعان البرق .. وتصرخ بهدير الرعد، وإن الأرض تئن بحفيف الرياح .. وتضج بأمواج البحر، وما بكاء السماء ولا أنين الأرض إلا رحمة بالإنسان ".
فياليتك تبكى كلما وقع نظرك على سخص متألم أو إنسان مجروح ، فتبتسم سروراً ببكائك.. واغتباطاً بدموعك.. لأن الدموع التى تنحدرعلى خديك فى مثل هذا الموقف هى حبات لؤلؤ أو قل: سطور من نور.. تسجل لك فى صحيفة الحياة البيضاء: " إنـك إنسـان ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://rosa2007.multiply.com/
 
الإنسان المجروح الراهب كاراس المحرقى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الراعى و الخراف :: مكتبة العذراء :: الكتب الدينية واللاهوتية والعقائدية-
انتقل الى: