منتديات الراعى و الخراف
عزيزنا الزائر مرحبا بك فى منتديات الراعى و الخراف اذا كنت غير مسجل فبرجاء التسجيل و ننال شرف انا تكون من اسره الراعى و الخراف و ان كنت مسجل بالفعل فتفضل بالدخول و شكرا لك لزياره منتداناو نتمى لك ان تقضى وقتا ممتعا بالمنتدى
منتديات الراعى و الخراف
عزيزنا الزائر مرحبا بك فى منتديات الراعى و الخراف اذا كنت غير مسجل فبرجاء التسجيل و ننال شرف انا تكون من اسره الراعى و الخراف و ان كنت مسجل بالفعل فتفضل بالدخول و شكرا لك لزياره منتداناو نتمى لك ان تقضى وقتا ممتعا بالمنتدى
منتديات الراعى و الخراف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الراعى و الخراف

منتدي مسيحى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تم انشأ ايميل لمن يريد الاستفسار عن اى شى و هو

elra3y@ymail.com
مطلوب مشرفين على الاقسام لمن يريد المشاركه يكون لديه اشتراكات و مواضيع بالمنتدى

 

 كتاب الملائكه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنت العدرا
عضو ذهبي
عضو ذهبي
بنت العدرا


عدد الرسائل : 3800
العمر : 58
السٌّمعَة : 14
نقاط : 6320
تاريخ التسجيل : 13/02/2008

كتاب الملائكه Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الملائكه   كتاب الملائكه Emptyالسبت مارس 26, 2011 8:05 pm

كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين

كنيسة الملاك ميخائيل بدمنهور



الباب الأول: كلمة عامة عن الملائكة

1 مقدمة

2 ما هو المقصود بكلمة ملاك

3 استخدامات أخرى لكلمة ملاك

4 طبيعة الملائكة | هل للملائكة أجساد

5 قوة الملائكة

6 خِلقة الملائكة متى خُلِقَت الملائكة؟

7 عدد الملائكة

8 سقوط بعض الملائكة



الباب الثاني: الملائكة الأخيار

9- الملائكة الأخيار والأشرار

10 خدمة الملائكة

11 تسبيح الله في حياة الملائكة

12 الملائكة والسجود لله

13 الملائكة في خدمة الله وتنفيذ أحكامه

14 الملائكة في خدمة المؤمنين

15 الملائكة وحراسة أولاد الله وإنقاذهم

16 الملائكة يرفعون صلوات المؤمنين إلى الله

17 الملائكة يشفعون في المؤمنين

18 الملائكة يطمئنون القديسين ويبشرونهم بالخير

19 الملائكة يهيئون للقديسين حاجات الجسد

20 خدمات أخرى للملائكة

21 نحن والملائكة

22 درجات الملائكة النظام السمائي ودرجات الملائكة

23 رتب الملائكة

24 طغمات الملائكة

25 السيرافيم وخدماتهم

26 الشاروبيم وخدماتهم | الكاروبيم

27 طغمة الكراسي

28 رؤساء الملائكة رؤساء الملائكة

29 تمجيد للأربعة حيوانات غير المتجسدين | الشاروبيم

30 ميخائيل رئيس الملائكة الجليل

31 الغيرة المقدسة للملاك ميخائيل على مجد الرب في العهد القديم

32 غيرة ميخائيل الملاك المقدسة في العهد الجديد

33 شفاعة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل

34 أعياد الملاك ميخائيل

35 القراءات الكنيسة في أعياد الملاك ميخائيل

36 التسابيح والتماجيد في أعياد القديس ميخائيل الملاك

37 رئيس الملائكة الجليل جبرائيل

38 رئيس الملائكة الجليل رافائيل

39 رؤساء الملائكة الآخرين



الباب الثالث: الملائكة الأشرار

40 الملائكة الأشرار

41 الشيطان

42 إبليس

43 الشرير

44 أبوليون | أبدون | ملاك الهاوية

45 بعلزبول

46 بليعال

47 رئيس هذا العالم

48 رئيس سلطان الهواء

49 إله هذا الدهر

50 أسد زائر

51 الذي يخطيء من البدء

52 المشتكي

53 قتّال الناس | الكذاب

54 الحية

55 الحية القديمة | التنين العظيم

56 الذي له سلطان الموت

57 الرؤساء والسلاطين | ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر | أجناد الشر الروحية

58 أرواح نجسة

59 زهرة بنت الصبح

60 أسماء وألقاب الشيطان الأخرى

61 إسقاط آدم

62 طبيعة المحاربات الشيطانية

63 كيفية الانتصار على محاربات الشياطين

64 الأسلحة ضد الحروب الروحية الشيطانية

65 إختصاصات الشياطين

66 شهوات الشياطين

67 الله يسمح بتجارب الشياطين لنفعنا

68 إحذر من المحاربات الشيطانية الأخيرة

69 زعزعة الإيمان

70 اليأس

71 الكسل والتهاون

72 تعظم المعيشة

73 المجد الباطل

74 الخيالات والرؤى

75 أعوان الشيطان



الباب الرابع: أسئلة والرد عليها

76 هل يجبر الشيطان أفكاراً على الإنسان؟

77 هل تسكن الأرواح النجسة في البشر؟

78 هل تتحد النفس مع الأرواح الشريرة؟

79 هل تعرف الأرواح الشريرة أفكارنا؟

80 لماذا لم يُستبعَد الشيطان؟

81 هل الخليقة شريرة أيضاً؟

82 لماذا لم يدبر الله فداء للشيطان؟!

83 هل يجوز عبادة الملائكة عموماً؟!


الباب الأول

كلمة عامة عن الملائكة

1 مقدمة

2 ما هو المقصود بكلمة ملاك

3 استخدامات أخرى لكلمة ملاك

4 طبيعة الملائكة | هل للملائكة أجساد

5 قوة الملائكة

6 خِلقة الملائكة متى خُلِقَت الملائكة؟

7 عدد الملائكة

8 سقوط بعض الملائكة



1- الملائكة - مقدمة

بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد

"سبحوا الرب من السموات، سبحوه في الأعالي..

سبحوه يا جميع ملائكته، سبحوه يا كل جنوده.."

مبارك الرب الإله الممجد والمقدس جدا, الذي يحق له كل سجود وإكرام وتسبيح منذ الأزل وإلي الأبد..لأن رحمته عظيمة جدا ومحبته فاقت كل تصور..

لقد خلق الملائكة الأطهار لكي تخدمه، ومع ذلك أمرها أن تخدم الإنسان أيضا..

لقد كانت مخصصة للإله العلي الساكن في السموات, ولكن لمحبته العجيبة جعلها تنزل إلي الأرض لمعونة الإنسان..

من هم الملائكة، وما هي خدمتهم، وما هي علاقتنا بهم، وكيف سقط عددا منهم؟

هذا البحث المتواضع يتكلم عن الملائكة الأخيار والأشرار, لنعرف حقيقتهم وطبيعة عملهم.. لنعرف أن الملائكة الأخيار هم أحباؤنا وأصدقاؤنا، يفرحون بتوبة الخطاة, ويسرعون لإنقاذ المتضايقين والذين في كل شدة.

أما الشياطين، فهم أعداؤنا لأنهم علي الدوام يحاربوننا ويتمنون سقوطنا وهلاكنا.

لذلك فنحن نحب الملائكة، ونطلب من الله أن يخزي الشياطين.

يا رب..

أحطنا بملائكتك القديسين لكي نكون بمعسكرهم محفوظين ومرشدين لنصل إلي الإيمان الواحد, وإلي معرفة مجدك غير المحسوس وغير المحدود, فانك مبارك إلي الأبد، آمين ".



2- ما هو المقصود بكلمة ملاك

معني كلمة "ملاك" في الكتاب المقدس, في اللغة العبرانية واليونانية والعربية هي "رسول"، لذلك إستخدمت في الكتاب المقدس بهذا المعني وهو تنفيذ أوامر الله وإعلان حلوله وإجراء مقاصده وإظهار عظمته وقوته الجبارة.



ويمكن تلخيص إستخدام كلمة "ملاك" في الكتاب المقدس كالآتي:



1- رسول عادي:

ففي سفر الخروج يتكلم عن الملاك أنه رسول مرسل من الله "ها أنا مرسل ملاكا أمام وجهك ليحفظك في الطريق" (خر 23: 20).



2- نبي:

"هأنذا أرسل ملاكي يهئ الطريق أمامي" (ملاخي 3: 1) أيضا (مر 1: 2)، وكانت هذه النبوءة نبوءة عن مجئ يوحنا المعمدان.



3- أسقف أو كاهن:

في سفر الرؤيا جاء ذكر الملاك كثيرا في الرسائل إلي الكنائس السبع، وكان يقصد بها أساقفة هذه الكنائس فيقول "اكتب إلي ملاك كنيسة أفسس.."، ويفسر هذا الكلام قائلا "سر السبعة الكواكب التي رأيت علي يميني والسبع المناير الذهبية، السبع الكواكب هي ملائكة السبع الكنائس, والمناير السبع التي رأيتها هي السبع الكنائس" (رؤ 2: 1, 1: 20).

وفي سفر ملاخي يقول الرب "ولا تقل أمام الملاك أنه سهو" ويقصد هنا الكاهن، لأنه ملاك أو رسول رب الجنود.



4- قد يقصد بها الله نفسه أو السيد المسيح:

فيقول في سفر ملاخي النبي "ويأتي بغتة إلي هيكله السيد الذي تطلبونه ملاك العهد الذي تسرون به, هوذا يأتي قال رب الجنود" (ملا 3: 1).



ويقول بولس الرسول في رسالته إلي العبرانين "لا تنسوا إضافة الغرباء, لأن بها أضاف أناس ملائكة وهم لا يدرون" (عب 13: 2, تك 18: 1, 2).



3- استخدامات أخرى لكلمة ملاك

وهناك استخدمات أخري لكلمة "ملاك" جاءت في الكتاب نذكرها بمعانيها المختلفة التي قصد بها وهي:



أ- عمود السحاب:

"فانتقل ملاك الله السائر أمام عسكر إسرائيل وسار وراءهم وانتقل عمود السحاب من أمامهم ووقف وراءهم" (خر 14: 19). ويظهر هنا أن الله يستخدم الملائكة في أعمال كثيرة منها عمل السحاب.



ب- الرياح:

يقول سفر المزامير عن طبيعة الملئكة "الصانع ملائكته رياحا, وخدامه نار ملتهبة" (مز 104: 4).



ج- الأوبئة سميت فيه ملائكة أشرار:

"أرسل عليهم حمو غضبه سخطا ورجزا وضيقا جيشا ملائكة أشرار.. لم يمنع من الموت أنفسهم, بل دفع حياتهم للوباء" (مز 78: 49, 50).



د- أمراض سماها بولس الرسول بالشوكة في جسده:

"ولئلا أرتفع بفرط الإعلانات أعطيت شوكة في الجسد, ملاك الشيطان ليلطمني لئلا أرتفع" (2كو12: 7).



الاستخدام الشائع لكلمة "ملاك":

أما الإستخدام الشائع لهذه اللفظة في الكتاب المقدس علي نوع خصوصي للأرواح السمائية الذين يستخدمهم الله لإجراء إرادته ومقاصده. لذلك إمتازوا باسم ملائكة الله, فيقول الرب في مجيئه الثاني "ومتي جاء ابن الإنسان في حمده وجميع الملائكة القديسين معه, فحينئذ يجلس علي كرسي مجده" (مت 25: 31).



أما النطق اللفظي لهذه الكلمة فهي:

"ملاك" في اللغة العبرانية والعربية.

"انجيل" في اللغة الإنجليزية.

"أنجيلوس" في اللغة اليونانية

"أنجيه" في اللغة الفرنسية.



4- طبيعة الملائكة | هل للملائكة أجساد

تمهيد:

أن أول ما يتبادر علي ذهننا هو معرفة طبيعة الملائكة.. هل هي أرواح فقط أم أجساد نورانية؟! وما هي أشكالها وطبيعة تكوينها.. لأننا لا نراها بالعين المجردة, بل قد نحلم بها، أو قد نسمع أوصافها في كتب الكنيسة، أو قد يراها بعض القديسين بأشكال شتي.. وهل هي قوية أم ضعيفة.. كل هذه التساؤلات تثير إنتباهنا، وتجعلنا نبحث في الكتاب المقدس عن طبيعة الملائكة.



هل للملائكة أجساد؟

هذا الموضوع الحساس ناقشته الكنيسة علي مر العصور والأجيال، وكحقيقة تاريخية نود أن نورد هنا بعض المناقشات التي دارت بخصوص هذا الموضوع.. فقد ذهب الكثيرون إلي أن للملائكة أجسادا روحانية غير منظورة تعمل بها كما يعمل الإنسان بجسده الحيواني الكثيف (المادي), وقد أشار بولس الرسول في رسالته إلي أهل كورنثوس إلي أنه يوجد جسم حيواني وجسم روحاني, وتكلم عن الفرق بينهما فقال "ليس كل جسد جسدا واحدا، بل للناس جسد واحد وللبهائم جسد اّخر, وللسمك اّخر وللطير اّخر. وأجسام سماوية وأجسام أرضية.. يوجد جسم حيواني ووجد جسم روحاني" (1كو15: 40- 44).



وقال أيضا في رسالته إلي العبرانيين "أليس جميعهم أرواحا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب 1: 14).



وقد أيد هذا الرأي الاّباء الأولون أمثال كيوستينوس الشهيد وأثيناغورس وايريناؤس واكليمنضوس الاسكندري وترتليانوس وأغسطينوس.



أما الكنيسة الغربية فلم تكتف بهذا الرأي, بل نادت – في مجمع نيقية الثاني [لا تعترف به الكنيسة القبطية الارثوذكسية] سنة 787 م – بأن للملائكة أجساد لطيفة من النار أو الهواء إستناداً إلي بعض اّيات الكتاب المقدس الاّتية:



1- في سفر دانيال "فرأيت أنا دانيال.. فاذا برجل لابس كتانا.. ووجهه كمنظر البرق, وعيناه كمصباحي نار.." (دا10: 6, 7). وكان هذا الرجل هو رئيس الملائكة جبرائيل.



2- في إنجيل متى "وإذا زلزلة عظيمة حدثت. لأن ملاك الرب نزل من السماء، وجاء دحرج الحجر عن الباب وجلس عليه وكان منظر كالبرق ولباسه أبيض كالثلج" (مت 28: 3).



3- في انجيل مرقس يصف الملاك الذي ظهر للمريمات "ولما دخلت القبر رأين شابا جالسا عن اليمين لابسا حلة بيضاء فاندهشن" (مر16: 5).



4- ويصفه إنجيل لوقا بأن ثيابه كانت براقة "وفيما هن محتارات في ذلك إذ رجلان وقفا بثياب براقة" (لو 24: 4).



5- وعند صعود المسيح ظهرا ملاكان بلباس أبيض أمام التلاميذ (أع 1: 10).



6- وفي حادثة إنقاذ بطرس من السجن يقول سفر الأعمال "وإذ ملاك الرب أقبل ونور أضاء في البيت. فضرب جنب بطرس وأيقظه قائلا قم عاجلا. فسقطت السلسلتان من يديه" (أع 12: 7).



7- ويوحنا الرسول يصف ملاكا ظهر له في الرؤيا قائلا "ثم رأيت ملاكا اّخر قويا نازلا من السماء متسربلا بسحابة، وعلي رأسه قوس قزح، ووجهه كالشمس ورجلاه كعمود نار.." (رؤ 10: 1).



وفي سنة 1215 م نقض المجمع اللاتراني هذا الحكم ونادي بعكسه، أي أنهم بدون أجساد. وقد وافقه في ذلك "بطرس لومبارد" وكثيرون من علماء اللاهوت، وقالو بأن ليس لهم أجسادا حقيقية، وان الأجساد التي ظهروا فيها أحيانا غير حقيقية.



وقد تطرف البعض في وصف طبيعة الملائكة فانحرفوا عن العقيدة العامة للكنيسة، فقالوا إنهم انبثاقات من اللاهوت زائلة، والبعض الاّخر وهم مذهب الغنوسيين قالوا بأنهم انبثاقات من اللاهوت باقية، ولكن كلا الرأيين الأخريين لا تقبله الكنيسة عموما.



أما الرأي السائد في الكنيسة أن لهم أجسادا روحية غير منظورة، وهذا الرأي مقبول وموافق لكل المذاهب الكنسية تقريبا.



5- قوة الملائكة

الملائكة أكثر إقتدارا وقوة وسرعة ونشاطا من الإنسان، وكذلك هم أعلم من البشر [أنظر مقالة "الملائكة" لنيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي، في مجلة مدارس الأحد – العددان الأول والثاني (يناير وفبراير سنة 1970) السنة 24]، لأن طبيعة الملاك روحانية ونارية ونورية، لذلك يمكنه أن يكتشف أشياء لا يمكننا نحن أن نكتشفها بسبب كثافة أجسادنا, وبسبب ضعف هذا الجسم وما يصيبه من أمراض وعلل، وما إلي ذلك من أشياء تعطل قدرة الروح علي أن تنفذ إلي صميم الأشياء.



أما الملاك فهو أقدر علي معرفة الأشياء، وأسرع إلي الوصول إلي حقائق الأمور من الإنسان, من أجل ذلك يكون الملاك دائما أعلم من البشر في معرفة الأشياء والحوادث الجارية الماضية والحاضرة..



والملائكة فوق ذلك لا يمرضون ولا يضعفون، ولا ينامون ولا يموتون, لأنهم كائنات روحانية, وهم في حالة صحو ويقظة مستمرة، ولهم قدرة عجيبة علي النفاذ إلي طبيعة الأشياء. ويقول المزمور "باركوا الرب يا جميع خدامه العاملين مرضاته" (مز 103: 20, 21).



وفي هذا ينسب إلي الملائكة أنهم مقتدرون بالقوة.. وأنهم أقوياء، وهذا حق.. فان ملاكا واحدا قتل في ليلة واحدة 185 ألف رجل من جيش سنحاريب ملك أشور (2مل 19: 35)، وملاك اّخر قتل كل بكر في أرض مصر (خر 12: 29).



أليس هذا دليلا علي قدرة الملاك، وعلي استطاعته وعلي إمكانيته التي يمكن بها أن يصنع ما يريد، وما يكلفه الله به.



لذلك فقد خلقهم الله في طبيعة روحانية أعظم من طبيعة الإنسان كما يقول المزمور "من هو الإنسان حتي تذكره، وابن الإنسان حتي تفتقده، أنقصته قليلا عن الملائكة" (مز8: 4).



وهم أيضا لا يحتاجون إلي زمن كبير في إنتقالتهم من مكان إلي اّخر، لأن ليس لهم أجساد مادية تعوق إنتقالاتهم, ففي لحظة واحدة يستطيعون أن يسافروا اّلاف الأميال.



وفي نفس الوقت يستطيعون أن يمروا من الأجسام المادية، لأن طبيعتهم الروحية تسهل لهم هذا الإنتقال من خلال المادة.



6- متى خُلِقَت الملائكة؟

ليس في الكتاب المقدس كلام صريح عن ميعاد خلقة الملائكة, لأن ذلك من عل الله وحده, ولا يعني الإنسان أن يعرف شيئا عن هذا الزمان. ولكن هناك دلائل واضحة في الكتاب المقدس علي وجود ملائكة في السماء قبل خلقة الإنسان نستطيع أن نلخصها في الاّتي:



متي خلقت الملائكة:

1- حين خلق الله الإنسان حاول كائن خبيث – كان موجودا قبله – أن يجربه ويهلكه وسقطه ونجح في ذلك (تك 3: 1- 7), وإتضح أن هذا المجرب (الحية) هو إبليس اللعين وهو ملاك ساقط. ويقول عنه سفر الرؤيا "وحدثت حرب في السماء. ميخائيل وملائكته حاربوا التنين, وحارب التنين وملائكته, ولم يقووا فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء. فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان الذي يضل العالم كله، طرح إلي الأرض وطرحت معه ملائكته" (رؤ 12: 7- 9).



2- عند ما طرد الإنسان بعد سقوطه من جنة عدن، أقام الله ملاكا حارسا علي الجنة لكي لا يرجع الإنسان الساقط إلي هناك "فطرد الإنسان وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم (رتبة من رتب الملائكة) ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة.." (تك3: 24).



3- يما أجاب الرب أيوب من العاصفة قال له "أين كنت حين أسست الأرض.. عندما ترنمت كواكب الصبح معا، وهتف جميع بني الله؟.." (أي 38: 1- 7). ويقصد بكواكب الصبح وبني الله بالملائكة وهذا القول صريح يثبت لنا أن الملائكة كانت موجودة قبل خلقة الإنسان.



خلقتهم في اليوم الأول:

وهناك رأي يقوله نيافة الأنبا غريغوريوس عن خلقة الملائكة إستنتجه من بعض آيات الكتاب المقدس فيقول: إن الرسول قال عن الله "إنه الصانع ملائكته أرواحا، وخدامه لهيب نار" (عب 1: 7) , مبينا بهذا أن الله هو الذي خلق الملائكة من النور الذي خلقه أول ما خلق، فقد قال الله "ليكن نور فكان نور" (تك 1: 3), ومن النور خلق الله الملائكة، ومن هنا فهي كائنات نورانية طاهرة نقية صافية.. كائنات روحية ليس لها أجساد كثيفة كأجسادنا, وإنما أجسادها لطيفة.



ويؤيد هذا الرأي الأنبا ساويرس أسقف الأشمونيدس الشهير بابن المقفع قائلا "إنه في يوم الأحد خلق الله السماء العليا التي فيها الملائكة وفيه خلق جميع مراتب الملائكة الروحانين، وفيه خلق السماء وجميع من فيها وفيه خلق النور.."



7- عدد الملائكة

تمهيد:

لم يذكر في الكتاب المقدس أي إشارة عن عددهم بالتحديد، ولا يعرف عددهم إلا الله وحده الذي خلقهم وتبهم لخدمته، ولكن هناك أقوال كثيرة في الكتاب المقدس تدلنا علي كثرة عددهم.



كثرة عددهم:

سنورد بعض هذه الأقوال لكي يأخذ القارئ فكرة عن كثرة عددهم..



1- عندما نزل الله علي جبل سيناء لإعطاء الشريعة لموسى النبي قيل اه "اتي من ربوات القدس (أي الملائكة) وعن يمينه نار شريعة لهم" (تث 33: 2).



2- في بستان جثيسماني قال السيد المسيح لبطرس "أتظن أني لا أستطيع الاّن أن أطلب إلي أبي فيقدم لي أكثر من إثني عشر جيشا من الملائكة" (مت 26: 53).



3- قال دانيال النبي "ألوف ألوف تخدمه, وربوات ربوات وقوف قدامه" (دا 7: 10).



4- قيل في بشارة الرعاة "وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي" (لو 2: 13).



5- وبولس الرسول يقول في رسالته إلي العبرانيين "بل قد أتيتم إلي جبل صهيون.. وإلي ربوات هم محفل ملائكة" (عب 12: 22).



6- ويوحنا الرسول يصف منظرهم في رؤياه المشهورة قائلا "ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ, وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف" (رؤ 5: 11).



7- وهناك أمثلة كثيرة تذكر أن عددهم كبير جدا لا تستطيع أن تحصيه, وليست المسألة بالكثرة بل بقوتهم وقدرتهم فقد عرفنا أن ملاكا واحد إستطاع أن يقتل 185 ألف رجل من جيش سنحاريب ملك أشور في يوم واحد.



8- وإن كنا نود أن نستنتج عددهم التقريبي من كلام رب المجد نفسه، فنقول أن عددهم التقريبي أكبر من:

= 12 × 12500 = 150000.

وإن كان رب المجد لم يذكر أن هذا العدد هو كل الملائكة بل قال انه " يستطيع أن يطلب من أبيه أكثر من إثني عشر جيشا " ونستطيع في الختام أن نقول أن عددهم كثير جدا لا يحصي ولا يعد، وأن ملاكا واحدا يستطيع أن يعمل أكثر من ألف إنسان.



9- يقول القديس ديونيسيوس الأريوباجيتي "ان عدد الملائكة أكثر من عدد الأشياء الجسمية الهيولية، لأن الله تعالي حيث أنه في تكوين العالم – قصد كماله ولا حد لقدرته – أراد أن يكثر من عدد الأشياء الأكثر كمالا, ولذلك قال أيوب البار "ألعل لجنوده عددا؟" (أي 25: 3).



10- هناك رأي سائد في الكنيسة يقول أن الله عين لكل مؤمن ملاكا حارسا يهتم به ويرافقه إلي يوم وفاته، وهو لديه كمعلم ومدبر ومرشد ليهديه طريق البر والفضيلة، ويحذره من حيل أعدائه المنظورين وغير المنظورين (كقول رب المجد "انظروا احذروا ألا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار، فإني أقول لكم إن ملائكتهم في السموات كل حين يعاينون وجه أبي الذي في السموات " [مت 18: 10]).. والكتاب المقدس ملئ بأمثلة الملائكة التي ساعدت البشر في أسفارهم وخدمتهم في كل وقت.. فالملاك رافائيل رافق طوبيا وخدمه في سفره باذلا كل اعتنائه في الطريق بحفظه اياه من حوت كان يهم أن يبتلعه، ثم تحصيل ماله من الناس وتزويجه إياه يأمرة صالحة ورد إلي أبيه.



"وإيليا النبي أتاه الملاك وقدم له فطيرة يأكلها ليتقوي بها في الطريق".. ويعوزنا الوقت لو تكلمنا عن الملاك الذي سد أفواه الأسود في الجب الذي ألقي فيه دانيال النبي، أو الذي نقل فيليبس الرسول من الموضع الذي عمد فيه الرجل الحبشي إلي مدينة أشدود..



11- ويقول توما الإكويني "إن عدد الملائكة يفوق عدد البشر وسائر المخلوقات المادية, لأنهم هم الذين يدبرون العناصر المادية, ويحرسون المدن والممالك، لذلك إتخذتهم الكنيسة شفعاء لهم. ففرنسا وألمانيا إتخذت الملاك ميخائيل شفيعا لها وهكذا أيضا معظم كنائس الشرق".



8- سقوط بعض الملائكة

تمهيد:

إن لطبيعة الملائكة – كما ذكرنا سابقا – خصائص صفات خلقها الله عليها لكي تحيا بها. فقد خلقها الله عاقلة حرة.. بها العقل تستطيع أن تفكر، وبهذه الحرية تستطيع أن تفعل ما تريده. وكما أن للبشر ناموس لطبيعتهم هكذا أيضا للملائكة ناموس لطبيعتهم.. وإن كان الله قد خلق الملائكة بقدرات تفوق قدرات الإنسان فان ناموسهم أيضا يفوق ناموس الإنسان، لذلك فان سقوطهم يكون أخطر من سقوط الإنسان.. لأن جسم الإنسان مادي يعوقه عن الإنطلاق والتحرك الكثير، أما أجساد الملائكة فهي غير مادية وتستطيع أن تتحرك بسرعة فائقة..

وهكذا أيضا أعطيت الملائكة معرفة وحكمة أكثر من البشر لذلك فهم يعرفون الله، امثر من البشر لأنهم واقفين أمام عرشه الإلهي.. يسبحون الله, ليلا ونهارا، ويسجدون أمام عرشه المقدس إلي أبد الأبدين.



كيف سقط بعض الملائكة؟

والاّن يتبادر إلي ذهننا هذا السؤال الهام.. إن كان الله قد أعطي قدرات كثيرة وعظيمة للملائكة فلماذا سقطوا؟! وإن كان الله لم يخلق الشر، فمن أين أتي إليهم؟!

هذا السؤال الهام ليس هو مجال بحثنا، ولكن سنتعرض للأجابة عليه باختصار شديد..

نقول أولا كيف دخلت الخطية إلي العالم.. ليس عالم الأرض فقط، بل عالم السماء؟



الخطأ والخطية:

ما هي الخطية؟ وما هو الخطأ؟

كبداية للأجابة يجب أن نعرف ما هو الخطأ؟

الخطأ هو ما حاد عن الصواب, وهو أعم من الخطيئة, فالخطيئة هي الخطأ ضد الله وضد وصاياه.

وعندما نفهم هذا التعريف البسيط عن الخطأ والخطيئة نلمس طريق سقوط بعض الملائكة.

فالملائكة كائنات حرة وعاقلة, ولها أن تفكر في الصواب أو في الخطأ، وهي حرة فيما تريد وفيما تفعل، والله أعطاها هذه الحرية بارادته وأوصاها بالصواب، كما أوصي الإنسان.



ولكن بعض الملائكة وعلي رأسهم سطانائيل (الشيطان) إنحرف بفكره إلي غير الصواب أي إلي الخطأ, بأن أرد أن يساوي نفسه بالخالق.. وهذا مستحيل وغير معقول وعين الخطأ نفسه.. فهل نستطيع أن نقول أن الخالق يكون مساويا للمخلوق؟.. وإن كان مساويا له فكيف يكون الخالق إذن؟



فمعروف عن صفات الخالق أنه لا يساويه أحد, ولا يدنو منه أحد.. بل هو وحيد في قدرته ووحيد في عظمته..



وإذا أخذنا مثلا في ذلك مع الفارق نجد أن المخلوق لا يستطيع أن يساوي الخالق بأي حال من الأحوال.



فذا إفترضنا مثلا أن إنسانا إخترع آلة ميكانيكية يستطيع أن يديرها كما يشاء عندما بالتيار الكهربائي، ويوقفها إن فصل عنها هذا التيار، فهل تستطيع هذه الاّلة ان تعمل بمفردها بدون هذا التيار؟



هكذا الإنسان المخلوق لا يستطيع أن يعيش أو يتحرك أو يعمل بدون روح الله التي فيه، فان خرجت الروح يصبح ميتا بل ويصبح كالاّلة التي لا تعمل..



هكذا الملاك مخلوق ولا يستطيع أن يعمل بدون القوة التي منحها له الله عند خلقته وأودعها فيه..



ولكن الشيطان إنحرف عن قدرات طبيعته، وأراد أن يضيف قدرات الله إليه وأراد أن يكون مثل الله، وبالتالي اخطأ وسقط عن رتبته..



اعتقد أن مجده ذاتي، وليس مكتسبا من الله، فدخله المجد الباطل وأراد أن يصير مثل الله. وحزقيال النبي يحدثنا بكل تفصيل ذلك فيقول "هكذا قال السيد الرب: أنت خاتم الكمال وملاّن حكمة وكامل الجمال، كنت في عدن جنة الله. كل حجر كريم ستارتك.. أنت الكروب المنبسط المظلل وأقمتك. علي جبل الله المقدس كنت، بين حجارة النار تمشيت. أنت كامل في طرقك من يوم خلقت حتي وجد فيك إثم. بكثرة تجارتك ملأوا جوفك ظلما فأخطأت، فأطرحك من جبل الله وأبيدك أيها الكروب المظلل من بين حجارة النار. قد ارتفع قلبك لبهجتك، أفسدت حكمتك لأجل بهائك.." (حز 28: 12- 17).



ويؤكد هذا الكلام أشعياء النبي فيقول "كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح؟ كيف قطعت إلي الأرض يا قاهر الأمم؟. وأنت قلت في قلبك أصعد إلي السموات. أرفع كرسي فوق كواكب الله , وأجلس علي جبل الإجتماع في أقصي الشمال. أصعد فوق مرتفعات السحاب, أصير مثل العلي، لكنك انحدرت إلي الهاوية إلي أسافل الجب.." (أش 14: 12- 15).



فسقط الشيطان وأغوي معه بعض الملائكة من الرتب السمائية المختلفة سقطت معه.



ومنذ هذه اللحظة سمي المعاند أو المقاوم لله، لإنه لم يرجع عن سقطته ولم يشعر بخطئه ولم يطلب التوبة إلي الله إلي وقتنا هذا.



ويقول سفر الرؤيا "وحدثت حرب في السماء. ميخائيل وملائكته حاربوا التنين. وحارب التنين وملائكته ولم يقووا , فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء. فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان الذي يضل العالم كله، طرح إلي الأرض وطرحت معه ملائكته " (رؤ 12: 7- 9).



وبعد خلقة آدم تقدم إبليس الجرب لكي يسقطه, كما سقط هو أيضا بنفس الخطية التي أخطأ بها، وهي خطية عدم الطاعة لله ورغبته في أن يكون كالله "فقالت الحية للمرأة لن تموتا. بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر.." (تك 3: 4- 5).



وسقطت المرأة ثم أغوت رجلها فسقط هو أيضا، ثم سقط الجنس البشري نتيجة لذلك ودخلت الخطية إلي العالم إذ أخطأ الجميع كما يقول الرسول بولس "من أجل ذلك كأنما لانسان واحد دخلت الخطية إلي العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلي جميع الناس إذ أخطأ الجميع " (رو 5: 12).



لذلك صدق قول سفر الرؤيا عن حرب ابليس "ويل لساكني الأرض والبحر، لأن إبليس نزل إليكم وبه غضب عظيم, عالما أنه له زمانا قليلا" (رؤ 12: 12).



والكتاب المقدس يشهد أن هذا الملاك الساقط قد أغوي الجميع وحاول إسقاطهم بشتي الطرق والأساليب بمقاصده الشريرة وتجاربه المتنوعة اللعينة. حتي أنه جرئ وتقدم لكي يجرب السيد المسيح نفسه (مت4: 1), الذي كشفه وهزمه وكسر شوكته.



لذلك يقول القديس بطرس "إن الله لم يشفق علي ملائكة قد أخطأوا" (2بط 2: 4). ويؤيد هذا الكلام المقدس يهوذا الرسول قائلا "إن الملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم, بل تركوا مسكنهم حفظهم إلي دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام" (يه 6: 6).

وقد أفصح رب المجد نفسه عن مصيرهم ومصير كل الأشرار الذين يتبعونهم قائلا لهم "اذهبوا عني يا ملاعين إلي النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته" (مت 25: 41).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://rosa2007.multiply.com/
بنت العدرا
عضو ذهبي
عضو ذهبي
بنت العدرا


عدد الرسائل : 3800
العمر : 58
السٌّمعَة : 14
نقاط : 6320
تاريخ التسجيل : 13/02/2008

كتاب الملائكه Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الملائكه   كتاب الملائكه Emptyالسبت مارس 26, 2011 8:08 pm

الباب الثاني

الملائكة الأخيار

9- الملائكة الأخيار والأشرار

10 خدمة الملائكة

11 تسبيح الله في حياة الملائكة

12 الملائكة والسجود لله

13 الملائكة في خدمة الله وتنفيذ أحكامه

14 الملائكة في خدمة المؤمنين

15 الملائكة وحراسة أولاد الله وإنقاذهم

16 الملائكة يرفعون صلوات المؤمنين إلى الله

17 الملائكة يشفعون في المؤمنين

18 الملائكة يطمئنون القديسين ويبشرونهم بالخير

19 الملائكة يهيئون للقديسين حاجات الجسد

20 خدمات أخرى للملائكة

21 نحن والملائكة

22 درجات الملائكة النظام السمائي ودرجات الملائكة



9- الملائكة الأخيار والأشرار

ونستطيع أن نقسم الملائكة إلي قسمين رئيسيين بعد سقوط بعضهم إلي:



أ- الملائكة الأخيار:

وهم الذين ثبتوا علي أمانتهم لله والحق، لذلك دعوا بالمختارين والمقدسين (اتي 5: 21, مت 25: 31).



ب- الملائكة الأشرار:

وهم الذين سقطوا أي لم يثبتوا علي أمانتهم لله، وتكبروا وقاوموا الله, لذلك دعوا بالمقاومين أو الشياطين (مت4: 10, يو10: 18).



وهناك رأي يقول أن الله قد خلق الإنسان, لكي يضعه مكان الملائكة الذين سقطوا, علي أن ذلك ينطبق علي القديسين فقط، لأنه لا يستطيع أحد أن يعاين الرب إلا القديسين ومن يسلك حسب وصاياه.



10- خدمة الملائكة

تمهيد:

الملائكة رتب ولهم ترتيب وطقس ونظام، وقد جعل الله لكل طغمة منها اختصاصات. فبعضها مختص بخدمة السماء، بعضها يختص بخدمة الأرض..



و في الأرض بعضها مختص بالهواء، البعض الأخر بالثمار، وهناك من يختص بالأنهار، والبعض الأخر مختص برفع القرابين والصلوات، لذلك يصلي الكاهن في نهاية القداس الالهي مخاطباً الملاك قائلاً"يا ملاك هذه الذبيحة الطاهرة، الصاعد إلى السماء، اصعدها قدام الرب ليغفر لنا خطايانا".



فالاختصاصات متنوعة، وكلها تبرز وتعلن مجد الله على الأرض، ولو كشفت عن عيوننا لرأينا هذه القوات الروحية تتحرك بين السماء والأرض، لذلك قال السيد المسيح له المجد "من الأن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون".



ونستطيع أن نلخص خدمة الملائكة في الأتي:

11- تسبيح الله في حياة الملائكة

التسبيح هو لغة الملائكة، والكنيسة أخذت طقس التسبيح من الملائكة أنفسهم،

وقد أفصح أشعياء النبي عن هذا التسبيح قائلاً:

"السيرافيم واقفون فوقه، لكل واحد ستة أجنحة بإثنين يغطي وجهه، وبأثنين يغطي رجليه، وبإثنين يطير. وهذا نادي ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض" (اش 6: 2 و3).



ومن هذه التسبحة أخذت الكنيسة تسبحة الثلاث تقديسات المعروفة (قدوس. قدوس. قدوس).

وفي البشارة المجيدة:

"ظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين:

المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" (لو 2: 13 و14)

ويوحنا الرسول في سفر الرؤيا يقول:



"ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش.. وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف قائلين بصوت عظيم:

مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة" (رؤ 5: 11 و12).

لذلك يصرخ داوود النبي قائلاً:

"سبحوه يا جميع ملائكته، سبحوه يا كل جنوده" (مز 148: 2).



12- الملائكة والسجود لله

السجود تعبير صادق عن مشاعر الخضوع والإتضاع،

لذلك فهو لائق جداً أبالله،

ويسمى بسجود العبادة،

وهو خاص بالله فقط دون سواه،

لذلك عندما أراد يوحنا الرسول في رؤياه بالسجود أمام الملاك من فرط تأثره بالمناظر الالهية منعه الملاك..

"فخررت أمام رجليه لأسجد له، فقال لي أنظر لا تفعل.

أنا عبد معك ومع إخوتك الذين عندهم شهادة يسوع. أسجد لله" (رؤ 19: 10)

وجعله الملاك ينظر السجود الحقيقي لله..

"وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش والشيوخ والحيوانات الأربعة خروا أمام العرش وسجدوا لله قائلين:

آمين، البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لإلهنا إلى أبد الأبدين، أمين" (رؤ 7: 11 و12).



13- الملائكة في خدمة الله وتنفيذ أحكامه

فالله خلق الملائكة أساساً لخدمته وتنفيذ أوامره، وهم في ذلك مسرورون، لأنهم يخدمون العزة الالهية، وواقفين أمام العرش الالهي على الدوام.

ويؤكد هذا الكلام داوود النبي قائلاً " الصانع ملائكته أرواحاً وخدامه ناراً ملهبة" (مز 104: 4) وأيضاً (عب 1: 7).

ويقول بولس الرسول "أليس جميعهم أرواحاً خادمة مرسلة للخدمة.." (عب 1: 14).

وهناك أمثلة كثيرة في الكتاب المقدس ترينا كيف أن الله أرسل ملائكته لينفذوا أحكامه..



أ- في سفر صموئيل يقول "وبسط الملاك يده على أورشليم ليهلكها فندم الرب على الشر وقال للملاك المهلك الشعب: كفى الأن رد يدك" (2 صم 24: 16).



ب- وفي سفر الملوك يقول "وكان في تلك الليلة أن ملاك الرب خرج وضرب من جيش أشور 185 ألف، ولما بكروا صباحاً إذا هم جميعاً جثث ميتة، فانصرف سنحاريب ملك اشور وذهب راجعاً وأقام في نينوى" (2 مل 19: 35 و36).



ج- وفي العهد الجديد ضرب ملاك الرب هيرودس لأنه لم يعط مجداً لله "ففي الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعط المجد لله، فصار يأكله الدود ومات" (أع 12: 23).



ء- وفي سفر الرؤيا يقول يوحنا الرسول "وسمعت صوتاً عظيماً من الهيكل قائلاً للسبعة الملائكة امضوا وسكبوا جامات الله على الأرض." (رؤ 11: 1).



ه- والله يرسل ملائكته لخدمة البشر، كما فعل الملاك جبرائيل مع دانيال النبي بناء على أمر الله ليفهمه الرؤيا "وأنا متكلم بعد بالصلاة، إذا بالرجل جبرائيل الذي رأيته في الرؤيا في الابتداء.. لمسنى عند وقت تقدمة المساء وفهمني وتكلم معي وقال يا دانيال اني خرجت الأن لأعلمك الفهم" (دا 9: 21 و22).



14- الملائكة في خدمة المؤمنين

كان الملاك في رفقة العائلة المقدسة عندما جاءت إلى مصر هرباً من هيرودس الملك. وكان يسير معهم حتى وصلوا بسلام الله آمنين "وبعد ما انصرفوا إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم وكن هناك حتى أقول لك. لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه" (مت 2: 13).



وشجع بولس الرسول ليقف أمام قيصر.. "لأنه وقف في هذه الليلة ملاك الإله الذي أعبده قائلاً: "لا تخف يا بولس، ينبغي لك أن تقف أمام قيصر، وهوذا قد وهبك الله جميع المسافرين معك" (أع 27: 23).



15- الملائكة وحراسة أولاد الله وإنقاذهم

أ- فدانيال النبي الذي ألقى في جب الأسود يقول: "إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرني، لأني وجدت بريئاً قدامه (الله)، وقدامك أيضاً أيها الملك، لم أفعل ذنباً" (د 6: 22)



وإليشع النبي حرسه جيش من الملائكة عندما أحاط به الجيش "فبكر خادم رجل الله وقام وخرج، واذا جيش محيط بالمدينة وخيل ومركبات، فقال غلامه له: اه يا سيدي كيف نعمل، فقال لا تخف لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم.. ففتح الرب عيني الغلام فأبصر، واذا الجبل مملوء خيلاً ومركبات نار حول اليشع " (2 مل 6: 15 - 17).



ج- لذلك يقول داوود النبي "يحل ملاك الرب حول متقيه وينجيهم" (مز 34: 7)

ويقول أيضاً "لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك" (مز 91: 11).



ح- خلصوا بطرس من السجن (أع 5: 19).



16- الملائكة يرفعون صلوات المؤمنين إلى الله

فرافائيل رئيس الملائكة (أحد رؤساء الملائكة السبعة) يقول لطوبيا "انك حين كنت تصلي بدموع وتدفن الموتى وتترك طعامك وتخبئ الموتى في بيتك نهاراً وتدفنهم ليلاً، كنت أنا أرفع صوتك الى الرب" (طوبيا 12: 12).



ويقول يوحنا الرسول في سفر الرؤيا "وجاء ملاك أخر ووقف عند المذبح ومعه مبخرة من ذهب، وأعطى بخوراً كثيراً لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب أي أمام العرش" (رؤ 8: 3).



17- الملائكة يشفعون في المؤمنين

فالملائكة أيضاً شفعاء، بمعنى أنهم يصلون من أجل المؤمنين ويطلبون من أجل سلامهم. فقد جاء في نبوءة النبي زكريا عن الملاك الذي تشفع من أجل أورشليم



"فأجاب ملاك الرب وقال يا رب الجنود إلى متى لا ترحم أورشليم ومدن يهوذا، التي غضبت عليها هذه السبعين سنة؟" (زك 1: 12).



فأجاب الرب الملاك المتكلم معي بكلام خير، كلام تعزية فقال لي الملاك المتكلم معي:



ناد قائلاً هكذا قال رب الجنود اني قد نحرت على أورشليم.. غيرة عظيمة.. لذلك هكذا قال الرب اني رجعت على أورشليم بالمراحم" (زك 1: 13 - 16).



18- الملائكة يطمئنون القديسين ويبشرونهم بالخير

الملائكة يطمئنون القديسين ويبشرونهم بالخير:

"فتراءى ملاك الرب للمرأة (أم شمشون) وقال لها:

ها أنت عاقر لم تلدي، ولكنك تحبلين وتلدين إبناً..

وهو يبدأ يخلص إسرائيل من يد الفلسطينيين" (قض 13: 3 - 21).



19- الملائكة يهيئون للقديسين حاجات الجسد

أ‌- "واضطجع (ايليا النبي) ونام تحت الرتمة، وإذا بملاك الرب قد مسه وقال قم وكل، فتطلع وإذا كعكة ردف وكوز ماء عند رأسه، فأكل وشرب ثم رجع فاضطجع، ثم عاد ملاك الرب ثانية فمسه وقال: قم وكل، لأن المسافة كثيرة عليك، فقام وأكل وشرب وسار بقوة تلك الأكلة أربعين نهاراً وأربعين ليلة" (1 مل 19: 5 - 9).



ب‌- وكان (دانيال) هناك (في الجب) ستة أيام.. وكان حبقوق النبي في أرض يهوذا، وكان قد طبخ طبيخاً وثرد خبزاً في جفنته وانطلق إلى الصحراء ليحمله إلى الحصادين، فقال ملاك الرب لحبقوق إحمل الغذاء الذي معك إلى بابل إلى دانيال في جب الأسود، فقال حبقوق: أيها السيد، اني لم ار بابل قط ولا أعرف الجب، فأخذ ملاك الرب بجبته وحمله بشعر رأسه وضعه في بابل عند الجب باندفاع روحه، فنادى حبقوق قائلاً: يا دانيال يا دانيال: خذ الغذاء الذي أرسله لك الله، فقال دانيال: اللهم لقد ذكرتني ولم تخذل الذين يحبونك، وقام دانيال وأكل، ورد ملاك الرب حبقوق من ساعته إلى موضعه" (دا 14: 30 - 38).



20- خدمات أخرى للملائكة

وإن كانت خدمات الملائكة لا تحصى ولا تعد،

إلا أننا أبرزنا أهمها،

ونستطيع أن نضيف بعضاً منها في الأتي:

أ‌- انبأوا بولادة يوحنا المعمدان (لو 1: 11 - 21).

ب‌- أنبأوا بولادة المسيح واحتفلوا بها (مت 1: 20 ولو 1: 11).

ت‌- خدموه وقت تجربته وألامه (مت 4: 11 ولو 22: 43).

ث‌- بشروا بقيامته (مت 28: 2 ويو 20: 12).

ج‌- أنبأوا بصعوده (أع 1: 10 و11).

ح‌- سيرافقون المسيح عند مجيئه الثاني (مت 28: 2 ويو 20: 12).

خ‌- يجمعون شعبه إلى ملكوته (مت 13: 39).



21- نحن والملائكة

يقول نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي: "لا تظن أن الملائكة لا تستطيع أن تعمل أو تتحرك من دون أن تتلقى من الله أمراً بذلك في كل كبيرة وصغيرة.. كلا، ليس الأمر كذلك، فإن الله أقام ملائكة.. والملائكة كائنات حرة، لهم مقدرة ولهم إمكانيات، ولهم أن ينصرفوا في حدود اختصاصاتهم، ولذلك فإن الملاك ليس في حاجة في قل مرة أن يتلقى أمراً مباشراً من الله، مثله في ذلك مثل الشرطي الذي يقف على باب المنزل أو على رأس الطريق للحراسة، له أن يستجيب لاستغاثة أي مواطن دون الرجوع إلى رئيس الجمهورية مباشرة، وله أن يندفع من تلقاء ذاته لمطاردة اللصوص، دون أن ينتظر إشارة من رئيس البلاد.. بل إن الشرطي الذي يرفض أن يستجيب لنداء أي مواطن بحجة أنه لم يتلق أمراً مباشراً من رئيس الجمهورية، فإنه لو أبلغ أمره إلى الرئيس لعاقبه وطرده من وظيفته، لأنه بتصرفه العقيم أهان الحكومة، وأثبت أنه عديم التصرف، ولا يصلح لمهمته التي أوكلت إليه.



ومن هنا نفهم أنه يمكن أن يكون لنا صداقة مباشرة مع الملائكة وأنه يمكن أن نستغيث بهم، ولا يكون في هذه الاستغاثة إهانة لجلالة الله وعظمته، أو إنقاص لقدرته، لأن الملائكة مخلوقة لخدمة الله، كما أقيموا أيضاً لخدمتنا، فقد قال الرسول "أليسوا جميعاً أرواحاً خادمة، مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص؟" (عب 1: 14).



إذاً قد منحنا الله هذه العطية، وهي أن يجعل الملائكة الأقوياء في خدمتنا، وكلفهم بحراستنا وإغاثتنا، لذلك يمكننا أن نقول "يا ملاك أغثني، أو يا ملاك أعني".. وليس في ذلك ما يتعارض مع عبادتنا لله وصلواتنا إليه.



ألا يقول الواحد منا للأخر "يا أخي أعني، ويا أخي ساعدني!! أفهل تكون بهذا قد جدفت على الله؟



إذاً يمكننا أن نستغيث بالملائكة، وأن نطلب منهم أمراً، مادام هذا الأمر في حدود إختصاصاتهم وامكانياتهم".



22- النظام السمائي ودرجات الملائكة

تمهيد:

لا شك أن هناك درجات بين الملائكة، وكل درجة لها وظيفة معروفة، فالله – وهو ضابط الكل – اله نظام، قد نظم كل شئ قد خلقه، فالطبيعة تسير في نظام عجيب لا يختل لحظة ولا طرفة عين، فالشمس والقمر والكواكب كلها، حتى الأرض تسير في نظام دقيق جدا.. وان أردنا أن نتأمل في الإنسان وأجهزته الطبيعية نجد أنها مرتبطة ببعضها البعض وتعمل في نظام وترتيب لا مثيل له.



النظام السمائى:

لذلك نجد أن كل شئ به نظام يسير وفق هذا النظام بدون خلل أو انحراف، أما الأشياء التي لا تسير بأى نظام نجدها تختل وتنحرف عن مسارها.

هكذا أيضا القوات السمائية خلقها الله في نظام وترتيب لكى ينظم بها الكون كله.

والكتاب المقدس يشهد أن للملائكة رتب ودرجات، فبولس الرسول يتكلم عن بعض هذه الرتب في رسالته الى أهل أفسس قائلا:

".. فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة.. (أف 1: 21) ".

وأيضا في رسالته الى أهل كولوسى يقول " فانه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين.. (كو 1: 16) ".

وفى سفر دانيال النبى نسمع عن ميخائيل انه " واحد من الرؤساء الأولين (دا 10: 13)" ويهوذا الرسول في رسالته يقول " وأما ميخائيل رئيس الملائكة" (يهوذا 9).

وفى سفر الرؤيا يقول يوحنا الرسول " ورأيت السبعة الملائكة الذين يقفون أمام الله.. (رؤ 8: 2)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://rosa2007.multiply.com/
بنت العدرا
عضو ذهبي
عضو ذهبي
بنت العدرا


عدد الرسائل : 3800
العمر : 58
السٌّمعَة : 14
نقاط : 6320
تاريخ التسجيل : 13/02/2008

كتاب الملائكه Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الملائكه   كتاب الملائكه Emptyالسبت مارس 26, 2011 8:09 pm

الباب الثاني

الملائكة الأخيار

30 ميخائيل رئيس الملائكة الجليل

31 الغيرة المقدسة للملاك ميخائيل على مجد الرب في العهد القديم

32 غيرة ميخائيل الملاك المقدسة في العهد الجديد

33 شفاعة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل

34 أعياد الملاك ميخائيل

35 القراءات الكنيسة في أعياد الملاك ميخائيل

36 التسابيح والتماجيد في أعياد القديس ميخائيل الملاك



30- ميخائيل رئيس الملائكة الجليل

تعريف:

كلمة "ميخائيل" كلمة عبرية معناها "من مثل الله" (قاموس الكتاب المقدس)، وهي مكونة من مقطعين:

الأول: ميخا = قوة

الثاني: ئيل = الله

فيكون المعنى العام للكملة قوة الله، أو من مثل الله (في القوة). وهي أسم يدل على ما أعطاه الله من قوة ومقدرة وسمو وقداسة.



مركزه بين السمائيين:

يعتبر ميخائيل رئيس الملائكة وهو الأول أيضاً في رؤساء الملائكة السبعة السابق ذكرهم، ففي دانيال يلقب بأنه "واحد من الرؤساء الأولين" (دا13: 10). وفي سفر يشوع يقول عن نفسه بأنه "رئيس جند الرب" (يش13: 5). وفي سفر دانيال يدعى بأنه "الرئيس العظيم" (دا1: 12) ولقبه يهوذا الرسول بأنه "رئيس الملائكة" (يهوذا 9).



تعتبره الكنيسة بناء على ذلك رئيس الملائكة الأولين الواقف أمام الرب على الدوام، يشفع فينا أمام الرب، ويدافع عن الكنيسة من أعدائها الشياطين، لذلك تكرمه وتبجله في مناسبات كثيرة، لأن شجاعته فاقت الوصف، ومحبته لله عظيمة جدا، وغيرته على مجد الله لا تحد.



31- الغيرة المقدسة للملاك ميخائيل على مجد الرب في العهد القديم

نستطيع أن نلمس أعمال الرئيس الجليل ميخائيل من خلال الحوادث التي ذكرها الكتاب المقدس، ومنها نتأمل في غيرته ومحبته المقدسة واخلاصه لرب الأرباب وملك الملوك، ونحاول أن نستفيد منها في حياتنا الروحية:



أ- في العهد القديم:

1. يقول الكتاب عن دانيال النبي أنه صام ثلاثة أسابيع أيام (أي 21 يوماً) متذللاً، لم ياكل لحماً ولم يشرب خمراً، وظل صائماً متذللاً حتى ظهر له الملاك جبرائيل (الملاك المبشر) وقال له "لا تخف يا دانيال فإنك من أول يوم وجهت فيه قلبك للفهم، ولإذلال نفسك أمام إلهك، أستجيب كلامك، وأتيت أنا لأجل كلامك، وقد قاومني رئيس مملكة فارس واحد وعشرون يوماً. فأتى لنصرتي ميخائيل أحد الرؤساء الأولين.. وليس أحد يساعدني على هؤلاء إلا ميخائيل رئيسكم" (دا 13: 10- 21).



فمن هو رئيس مملكة فارس؟

إنه الشيطان المعين من قبل سطانائيل للسيطرة على مملكة فارس وإضلالها وإفسادها فجبرائيل الملاك يقول لدانيال لا تخف.. فإنك من أول يوم وجهت فيه قلبك للصلاة مع إذلال نفسك بالصوم إلهك إستجيبت صلواتك، وأتيت أنا لأجل كلامك، وقد قاومني الشيطان المعين لإضلال مملكة فارس 21 يوماً. وهذا هو سر تعطيلي كل هذه المدة.. إلى أن جاء ميخائيل الرئيس العظيم فخلصني من هذا الشيطان الذي قاومني.



وهذا يرينا أهمية الصلاة وأهمية الإلحاح فيها، فإذا صلى الواحد منا، ووجد أن صلاته لم تستجب بعد، فلابد أن يلح في الصلاة، لأنه يجوز أن تكون هناك معاكسات من قوى شريرة تعطل إستجابة الصلاة حتى يمل الإنسان من الصلاة ويكف عنها، فإذا واظب الإنسان على الصلاة بالحاح وبلجاجة تهتز السماء، وينزل الملائكة الكبار لكي يكونوا في عون الإنسان، ويحطوا القوات المعادية الشريرة التي تكون واقفة في مقابلة تعاكسه.



ويرينا أيضا أهمية التعاون في الخدمة، ومحبة بعضنا البعض، فعندما رأى ميخائيل رئيس الملائكة أن الشيطان قد عطل وعاكس جبرائيل، جاء لمعاونته ضد العدو اللئيم.



2. هناك إشارة إلى رئيس الملائكة ميخائيل في سفر يشوع حينما رآه يشوع بن نون واقفاً قبالته، وسيف الله مسلولا في يده، فلما رآه في صورة رئيس جند وقائد عظيم، ورأى منظره غير عادي "فأقبل إليه يشوع وقال له" ألنا أنت أم لأعدائنا؟

فقال: كلا، بل أنا رئيس جند الرب، الآن جئت إليك.



فسقط يشوع على وجهه إلى الأرض وسجد وقال: بماذا تأمر عبدك يا سيدك فقال رئيس جند الرب ليسوع: إخلع نعليك من رجليك فإن الموضع الذي أنت فيه قائم مقدس. فصنع يشوع ذلك (يش13: 5- 15) وقال الآباء إن رئيس جند الرب الذي ظهر ليشوع هو بعينه ميخائيل.



3. وفي سفر دانيال أيضا جاء ذكر رئيس الملائكة ميخائيل حيث يقول جبرائيل رئيس الملائكة لدانيال النبي "في ذلك الزمان يقوم ميخائيل الرئيس العظيم لبني شعبك" (دا1: 12). وهنا يصف الوحي ميخائيل بأنه الرئيس العظيم، كما ينسب إليه عمل الشفاعة والوساطة، وهما هنا الشفاعة التوسلية عن الشعب.



32- غيرة ميخائيل الملاك المقدسة في العهد الجديد

1. يقول يهوذا الرسول (المعروف بلباوس والملقب بتداوس وهو غير يهوذا الاسخريوطي) في رسالته أن هناك حربا نشبت بين ميخائيل وبين الشيطان بخصوص جسد موسى النبي، فكان الشيطان يريد إظهار جسد موسى أمام الشعب لكي يعبدوه، وكانت عبادة الأوثان منتشرة في ذلك الوقت، فأراد الشيطان أن يغوي الشعب إلى عبادة الأصنام عن طريق عبادة جسد موسى والإبتعاد عن عبادة الله، فغار ميخائيل رئيس الملائكة غيرة الرب، فأخفى جسد موسى ودفنه في مكان لا يعرفه أحد "فدفنه في الخواء في أرض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم" (تث6: 34).



"وأما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر أن يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب" (يه9: 1).



2. في التقليد الكنسي وفي كتب الكنيسة (أنظر كتاب الخولاجي المقدس) يوصف رئيس الملائكة ميخائيل بأنه ملاك القيامة الذي دحرج الحجر عن فم القبر – بعد أن قام السيد المسيح له المجد من بين الأموات- ليعلن أن القبر فارغ وأن السيد المسيح غير موجود فيه لأنه قام، ويقول الكتاب المقدس:



"وإذا زلزلة عظيمة قد حدثت، لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس فوقه، وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج ومن ضوئه إرتعد الحراس وصاروا كالأموات" (مت2: 28- 4).



3. جاء في سفر الرؤيا قوله:

"وحدث قتال في السماء: ميخائيل وملائكته كانوا يقاتلون التنين، وكان التنين وملائكته يقاتلون، لم يقوا، ولا وجد لهم موضع في السماء. فطرح التنين الحية القديمة المسمى إبليس أو الشيطان والذي يضل المسكونة كلها. طرح إلى الأرض وطرحت مرئكته معه" (رؤ7: 12- 9).



وهذا النص يدل على الحرب التي نشبت بين ميخائيل وملائكته الصالحين، والشيطان وملائكته الأشرار الذي تبعوه في تمرده، وقد إنتهت هذه الحرب بطرد الشيطان وملائكته من السماء، وإسقاطهم إلى الأرض.

ولعله إلى هذه الحرب يشير مخلصنا في قوله:

"أني رأيت الشيطان ساقطاً من السماء كالبرق" (لو18: 10)

ولعله أيضا إلى هذا ترمز الصورة التلقيدية السائدة في الكنيسة المقدسة، والتي يصور فيها رئيس الملائكة ميخائيل ممسكاً بميزان في يده اليسرى،



وبالسيف في يده اليمنى، والشيطان ساقطاً عند قدميه..

أما الميزان فيرمز إلى عدالة الله، وقد ظهر الشيطان ناقصا أمامه..

فسقط على الأرض مغلوبا في قتاله مع رئيس الملائكة ميخائيل.



وبعبارة أخرى فإن الكتاب المقدس في سفر الرؤيا يظهر لنا ميخائيل رئيس الملائكة غريما وخصماً ومطارداً لسطانائيل رئيس الشياطين،



وهو الذي شن عليه هذه الحرب نيابة عن الله، الذي أعطاه السلطة أن يطرد سطانائيل من حضرته ومن السماء ويسقط إلى الأرض.



4. وفي التقليد المسيحي أن رئيس الملائكة ميخائيل هو ملاك القيامة العامة الذي يبوق بالبوق ليدعو أجساد الراقدين إلى القيامية:



"لأن الرب نفسه عند الهتاف، عند صوت رئيس الملائكة وبوق الله سينزل من السماء" (اتس 16: 4)



33- شفاعة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل

إن شفاعة الملائكة والقديسين حقيقة معروفة منذ زمن بعيد، وهي الشفاعة التوسلية المقصود بها مساعدة الملائكة لنا في صلواتنا التي رفعها إلى الله، وقد أمرنا الله بها، وتوجد أدلة في الكتاب المقدس كثيرة على شفاعة الملائكة للبشر، وقد ذكرنا بعضها في الفصل الخاص "بخدمة الملائكة".



ويمكننا أن نلخص هذه الأدلة في ثلاث نقاط جوهرية هي:

‌أ. الملائكة يصعدون صلواتنا إلى الله (رؤ3: 8، 4)، (أع4: 10)

‌ب. الملائكة يتشفعون من أجل سلامة العالم (زكريا 12: 1، 13)

‌ج. الملائكة يتشفعون من أجل توبة الخطاة ويفرحون بها (لو10: 5)



وهذه الشفاعة تعطينا فكرة واضحة عن محبة الملائكة لنا، وبالتالي فأننا نبادلهم نفس المحبة، والله أراد وسمح أن يكون بيننا وبينهم دالة محبة قوية، لآن الله محبة.



ويجب أن نعرف حقيقة واضحة أن تمجيد الملائكة والقديسين هو في الواقع تمجيد لله نفسه، إذ يقول الوحي الإلهي على فم داود النبي "الله يتمجد في قديسيه"، وقال أيضاً "سبحوا الله في جميع قديسيه" (مز 1: 15)



ويقول أيضاً بولس الرسول "ومتى جاء المسيح ليتمجد في قديسيه ويظهر بالعجب بين جميع المؤمنين" (2تس 10: 1)



ومن مظاهر التميجد والإكرام وضعت الكنيسة – بإرشاد الروح القدس- تماجيد خاصة بالملائكة- بأسمائهم- تذكر في التسابيح الكنسية في مناسبات تذكاراتهم وأعيادهم.



34- أعياد الملاك ميخائيل

تقيم كنيستنا القبطية أعيادا تذكارية للملاك ميخائيل في اليوم الثاني عشر من كل شهر من شهور السنة القبطية. ولكن هناك تذكاران مهمان يكون الإحتفال فيهما أكبر من باقي شهور السنة. فالعيد الأول يقع في 12 هاتور، والثاني يقع في 12 بؤونه.



تاريخ هذه التذكارات:

أما ترتيب العيد الأول الذي يقع في 12 هاتور، فسببه أن البابا البطريرك إسكندر (ترتيبه ال 19 في عداد البطاركة. وقد رسم سنة 295م، وأقام في الكرسي الأسكندري 23 سنة تقريباً) وجد أن أهل الأسكندرية كانوا يقيمون عيداً لإلههم "زحل" بالإسكندرية في 12 هاتور من كل سنة، حيث يذبحون الذبائح الكثيرة ويوزعون لحومها على الفقراء، فأراد أن يحول نظرهم عن عبادة الأوثان وإكرامها، فلما حان العيد جمع أهل الأسكندرية ووعظهم بتعاليم الكتاب المقدس، وعرض عليهم الإحتفال بعيد رئيس الملائكة الجليل ميخائيل. ثم بني مكان "هيكل زحل" كنيسة باسم رئيس الملائكة ميخائيل.



ثم ظلت هذه الكنيسة مدة من الزمن يزورها الكثيرون من أقاصي البلاد الصلاة ومشاهدة عجائب ومعجزات شفاء المرضى، التي كانت تتم فيها بقوة الله تعالى، وبشفاعة ميخائيل رئيس الملائكة النورانيين.



أما العيد الثاني فميعاده يوم 12 بؤونة، ويقع دائماً في بدء الفيضان، وكان أصله عيداً من أهم أعياد قدماء المصريين، فقد كان يقام "للإله ستيرون" إله النيل. وكان في زعمهم أنه في زمن فمه قطرات ماء تتبخر وتصعد إلى السماء فتتحول إلى سحب كثيفة تنهمر سيولاً من أعالي الجبال، فيفيض النهر بالمياه التي تروي البلاد، فيعم الخصب والنماء، ويفرح المصريون ويبتهجون ويتبادلون الهدايا والفطير.



ولما دخلت المسيحية مصر، بكرازة القديس مرقس الرسول، وتحول الناس من عبادة الأصنام إلى عبادة الإله الحي، تحول هذا العيد إلى تذكار للملاك ميخائيل، بصفته رئيس الملائكة الواقف أمام العرش الإلهي يقدم صلوات ميخائيل، بصفته رئيس الملائكة الواقف أمام العرش الإلهي يقدم صلوات المؤمنين ويطلب عنهم إرتفاع مياه النيل ليعم الخبر بالوادي.



35- القراءات الكنيسة في أعياد الملاك ميخائيل

تقيم الكنيسة في هذه المناسبات الصلوات والقداسات المقرونة بقراءة فصول من الكتاب المقدس مناسبة لهذه التذكارات وبيانها كالآتي:



1. في العشية:

‌أ. المزمور: "سبحوا الرب من السموات. سبحوه في الأعالي. سبحوه يا جميع ملائكته. سبحوه يا كل جنوده" (مو 1: 148، 3).



‌ب. الإنجيل: ".. وهكذا يكون في إنقضاء العالم، يخرج الملائكة ويفرزون الأشرار من الأبرار ويطرحونهم في أتون النار، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان.." (مت44: 13- 53)



2. في صلاة باكر:

أ‌. المزمور: "المسقف علاليه بالمياه، الحامل السحاب مركبته، الماشي على أجنحة الريح، الصناع ملائكته أرواحاً، وخدامه لهيب نار" (مز 3: 104، 4).



ب‌. الإنجيل: ".. هكذا أقول لكم يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب.." (لو3: 15- 10)



3. في القداس الإلهي:

‌أ. البولس: "الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة بأبنه، الذي جعله وارثا لكل شئ.. صائرا أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث إسماً أفضل منهم. لأنه لمن من الملائكة قال قط أنت ابني وانا اليوم ولدتك.." (عب1: 1 و1: 2- 4)



‌ب. الكاثوليكون: ".. والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم، بل تركوا مسكنهم حفظهم رياستهم، بل تركوا مسكنهم حفظهم إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام.." (يهوذا 1: 1 - 13)



‌ج. الأبركسيس: ".. وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق إذا رجلان "ملاكان" قد وقفا بهم بلباس أبيض وقالا أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء. إن يسوع الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء.." (أع 1: 1- 20)



‌د. المزمور: "الرب في السموات ثبت كرسيه، ومملكته على الكل تسود. باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوة، الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه. باركوا الرب يا جميع جنوده خدامه العاملين مرضاته"



‌ه. الإنجيل: ".. وحينئذ يبصرون إبن الإنسان آتيا في سحاب بقوة كثيرة ومجد، فيرسل حينئذ ملائكته ويجمع مختاريه م الأربع الرياح، من أقصاء الأرض إلى أقصاء السماء.." (مز42: 13- 43)



36- التسابيح والتماجيد في أعياد القديس ميخائيل الملاك

‌أ. في التسبحة العامة (كتاب الابصلمودية السنوية، وهو كتاب التسابيح المستعمل حاليا في الكنيسة القبطية، وكلمة أبصلمودية مشتقة من كل (ابصلموس) ومعناها مزمور، وهي كلمة يوناينة) يقال "ألوف ألوف، ربوات ربوات، رؤساء ملائكة وملائكة مقدين، قيام أمام كرسي ضابط الكل، صارخين قائلين: قدوس. قدوس. قدوس. بالحقيقة المجد والكرامة يليقان بالثالوث، بشفاعات جميع صفوف الملائكة، يارب أنعم لنا بغفران خطايانا.



‌ب. تمجيد (ذكصولوجية) ("ذكصولوحية" كلمة يونانية معناها تمجيد، ومشتقة من كلمة "ذكصا" ومعناها المجد) لرئيس الملائكة ميخائيل: "ميخائيل رئيس السمائيين هو الأول في الطقوس الملائكية يخدم أمام الرب.



إن الرب يرسل لنا مراحمه ورأفاته بشفاعة ميخائيل رئيس الملائكة العظيم.



وتكمل الأثمار بطلبات ميخائيل، لأنه قريب من الله، يطلب منه عنا كل عطية صالحة، وكل موهبة تامة إنما تهبد لنا من فوق من عند أبي الأنوار.

فلنسبح ونمجد ونسجد للثالوث المقدس المساوي الدائم إلى الأبد.

إشفع فينا يا رئيس الملائكة الأطهار ميخائيل رئيس السمائيين ليغفر لنا الرب خطايانا.." (أنظر الابصلمودية)



‌ج. في أعياد الملاك ميخائيل:

1. في 12 هاتور يقال في مرد الأبركسيس "السلام لميخائيل رئيس الملائكة العظيم. السلام لذروثاؤس وثاؤبسته" ("ذورثاؤس" معناها "هبة الله"، و"ثاؤبسته" معناها "أمانة الله" وهما اسمان لرجل وزوجته كانا يحتفلان بعيد الملاك ميخائيل في عيديه).



2. في 12 بؤونه يقال "السلام لميخائيل رئيس الملائكة العظيم، السلام لأرسطوخوس أوفوميه" (إسمان لرجل وزوجته كانا يحتفلان بتذكار الملاك ميخائيل فصنع معهما معجزة بشفاعة الملاك ميخائيل- أنظر السنكسار القبطي).



3. في مرد الإنجيل يقال: "إشفع فينا يا رئيس الملائكة الطاهر ميخائيل، رئيس السمائيين ليغفر لنا خطايانا.



السلام لميخائيل رئيس الملائكة الخادم القوي أمام الملك المسيح إن الله يرسل مراحمه ورأفاته بطلبات ميخائيل رئيس الملائكة العظيم. الليلويا".



معجزات الملاك ميخائيل:

هناك معجزات لا حصر لها، حدثت بشفاعة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل على مدى العصور والأجيال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://rosa2007.multiply.com/
بنت العدرا
عضو ذهبي
عضو ذهبي
بنت العدرا


عدد الرسائل : 3800
العمر : 58
السٌّمعَة : 14
نقاط : 6320
تاريخ التسجيل : 13/02/2008

كتاب الملائكه Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الملائكه   كتاب الملائكه Emptyالسبت مارس 26, 2011 8:11 pm

الملائكة الأخيار

37 رئيس الملائكة الجليل جبرائيل



37- رئيس الملائكة الجليل جبرائيل

تمهيد:

إشتهر رئيس الملائكة جبرائيل (ينطق بالقبطية غبريئيل ومنها جاءت الكلمة غبريال) بالبشارة، لذلك فهو يلقب دائماً بالملاك المبشر لأنه إختص بإبلاغ أخبار سارة إلى أشخاص كثيرين في العهدين القديم والجديد.

وكلمة جبرائيل معناها "جبروت الله".



مركزه في الكتاب المقدس:

لقد ذكر الكتاب المقدس حوادث كثيرة هامة تدلنا على عظم مركز الملاك غبريال بين الملائكة، فقد أختصه الله ببشارة العذراء بميلاد المسيح منها بالجسد..



ونستطيع أن نلخص ما ذكر عنه في الكتاب المقدس في الآتي:

أولاً: في العهد القديم:

1. أرسله الرب لكي يفسر لدانيال النبي الرؤيا التي رآها فيقول دانيال "وأنا متكلم بعد بالصلاة وإذا بالرجل جبرائيل الذي رأيته في الرؤيا في الإبتداء.. لمسني عند وقت تقدمة المساء وفهمني وتكلم معي وقال: يا دنيال إني خرجت الآن لأعلمك الفهم" (دا 21: 9، 22).



فعندما أمر الملك الوثني أن يلقي دانيال في جب الأسود لأنه رفض أن يسجد له، جاء جبرائيل الملاك وأنقذه من أفواه الأسود لأنه رفض أن يسجد له، جاء جبرائيل الملاك وأنقذه من أفواه الأسود "إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرني، لأني وجدت بريئاً قدامه، وقدامك أيضاً أيها الملك، لم أفعل ذنباً" (دا 22: 6)



ثانياً: في العهد الجديد:

1. بشر زكريا الكاهن بولادة يوحنا المعمدان:

"فأجاب الملاك وقال له أنا جبرائيل الواقف قدام الله، وأرسلت لأكلمك وأبشرك بهذا" (لو 19: 1، 20)



2. بشر العذراء مريم بميلاد المسيح:

"فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيتها الممتلئة نعمة الرب معك، مباركة أنت في النساء.." (لو28: 1)

ويقول بعض الآباء القديسين أن الملاك جبرائيل كان الملاك الحارس للعذراء البتول مريم.



3. بشارة الرعاة بميلاد المسيح:

"فقال لهم الملاك لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب" (لو10: 2)



تمجيد للملاك جبرائيل:

"من يقدر يصف كرامة غبريال والمجد المحيط به (يقال في 22 كيهك و26 بؤونة) أنت خادم بروح ملتهبة، أنت غير متجسد أيها المبشر المختار. أنت الحاجب أمام سيدك، أنت مستعد لكل الخيرات.



زكريا الكاهن بن براشيا كان في الهيكل يرفع البخور، لما رأى المجد الذي في وجهك خاف جداً وسقط تحت قدميك. فأقمته وعزيته ثم قررت له أيضاً ميلاد يوحنا.



أنت أيضاً مضيت إلى القديسة مريم وبشرتها بفرح العالم. وصرخت نحوها بصوت التهليل قائلا "السلام لك يا ممتلئة نعمة الرب معك".



هذا القوي حقاً رئيس الملائكة هو الذي بشر الرعاة في الحقل قائلاً "قد ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح في مدينة داود".



أنت أظهرت السر المخفي الذي تشاور من أجله الثالوث المقدس، تفسير أسمك في أفواه المؤمنين: يا إله غبريال أعنا، بشفاعة رئيس الملائكة غبريال المبشر يا رب إنعم لنا بغفران خطايانا".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://rosa2007.multiply.com/
بنت العدرا
عضو ذهبي
عضو ذهبي
بنت العدرا


عدد الرسائل : 3800
العمر : 58
السٌّمعَة : 14
نقاط : 6320
تاريخ التسجيل : 13/02/2008

كتاب الملائكه Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الملائكه   كتاب الملائكه Emptyالسبت مارس 26, 2011 8:12 pm

الملائكة الأخيار

38 رئيس الملائكة الجليل رافائيل



38- رئيس الملائكة الجليل رافائيل

تمهيد:

لقد ذكر رئيس الملائكة رافائيل في سفر طوبيا (أحد الأسفار القانونية في الكتاب المقدس "العهد القديم"، ولم يضفه جماعة البروتستانت في الطبعة البيروتية للكتاب المقدس) وقد كشف عن نفسه قائلاً "أنا رافائيل الملاك أحد السبعة الواقفين أمام الرب" (طو15: 12)



وكلمة رافائيل معناها "دواء الله"، وبعض الآباء يلقبونه بالملاك "مفرح القلوب".



مركزه في الكتاب المقدس:

يروى لنا سفر طوبيا معجزات كثيرة صنعها الملاك رافائيل لطوبيا ووالده، ولأهمية هذه القصة سنوردها كاملة لتظهر أهمية الملاك رافائيل بين السمائيين..



"فأجاب طوبيا وقال لأبيه يا أبت أي أجرة نعطيه، وأي شئ يكون موازياً لإحسانه؟. أخذني ورجع بي سالماً، والمال هو استوفاه عند غابيلوس، وبه حصلت على زوجتي، وهو كف عنها الشيطان، وفرح أبويها وخلصني من إفتراس الحوت، وإياك أيضا هو جعلك تبصر نور السماء.. حينئذ خاطبهما (الملاك رافائيل) سراً وقال: باركا إله السماء وإعترفا له أمام جميع الأحياء لما آتا كما من مراحمه.. أما أنا فأعلن لكما الحق، وما أكتم عنكما امراً مستوراً، إنك حين كنت تصلي بدموع وتدفن الموتى وتترك طعامك وتخبأ الموتى في بيتك نهاراً وتدفنهم ليلاً، كنت أنا أرفع صلاتك إلى الرب. وإذ كنت مقبولا أمام الله كان لابد أن تمتحن بتجربة. والآن فإن الرب قد أرسلني لأشفيك وأخلص سارة كنتك من الشيطان. فإني أنا رافائيل الملاك أحد السبعة الواقفين أمام الرب. فلما سمعا ما قاله إرتاعا وسقطا على أوجههما على الأرض مرتعدين، فقال لهما الملاك سلام لكم لا تخافوا لأني لما كنت معم إنما كنت بمشيئة الله، فباركوه وسبحوه. وكان يظهر لكم أني آكل وأشرب معكم، وإنما أنا أتخذ طعاماً غير منظور وشراباً لا يبصره بشر. والآن قد حان أن أرجع إلى من أرسلني. وأنتم فباركوا الله وحدثوا بجميع عجائبه".



وهذه القصة الجميلة ترينا قوة شفاعة الملائكة ومحبتهم للبشر فقد مكث مدة طويلة مع طوبيا لك يعينه وينقذه ويحرسه في رحلته، وكان أمامهم يأكل ويشرب حتى أن طوبيا لم يعرف أنه ملاكاً مرسل من الله إلا عندما أفصح الملاك رافائيل عن نفسه حتى لا يرتاع من منظره.



تكريم الكنيسة له:

تعيد له الكنيسة القبطية في اليوم الثالث من الشهر الصغير (النسئ)، وله قصة مشهورة مع القديسة اندرونيكا التي جاءت من روما خصيصاً لبناء كنيسة بإسمه في الإسكندرية، لأن الملاك رافائيل ساعدها عندما تشفعت به، فنذرت أن تبني كنيسة باسمه في عهد البابا ثاؤفيلس الذي تمم رغبتها، ورسم أبنيها أسقفين لقداستهما (تذكر هذه المعجزة بالتفصيل في سنكسار الكنيسة في سنكسار اليوم الثامن عشر من شهر بابه).



تمجيد للملاك الجليل رافائيل:

"هذه القديسة "أندرانيكا" خرجت من رومية مع أبنيها، وأتت إلى الإسكندرية لأبينا القديس أنبا ثاؤفيلس هكذا قائله: إني خرجت من مدينتي يا أبي القديس إلى الإسكندرية مع إبني، ولكن لم أسمع باسم رافائيل رئيس الملائكة في مدنية الإسكندرية..



لأن بالحقيقة سبعة رؤساء الملائكة قد إختارهم الله في جميع الطقوس..



ميخائيل العظيم في رؤساء الملائكة وهو الأول في الملائكة.. وغبريال أيضاً المبشر المختار هو الثاني في كل الطغمات.. يرتفع ميخائيل، ويكرم غبريال.. ورافائيل أيضاً لم أعرفه.. إعطني سلطانا يا أبي القديس لأبني بيعة (كنيسة) على إسم رافائيل.



فنالت ما طلبت من الرب، وإنيها جلعهما أساقفة. تفسير إسمك في أفواه المؤمنين، يا إله رافائيل أعنا. بشفاعة (كتاب الابصلمودية السنوية) الملاك رافائيل يارب إنعم لنا بغفران خطايانا".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://rosa2007.multiply.com/
بنت العدرا
عضو ذهبي
عضو ذهبي
بنت العدرا


عدد الرسائل : 3800
العمر : 58
السٌّمعَة : 14
نقاط : 6320
تاريخ التسجيل : 13/02/2008

كتاب الملائكه Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الملائكه   كتاب الملائكه Emptyالسبت مارس 26, 2011 8:15 pm

الملائكة الأخيار

39 رؤساء الملائكة الآخرين



39- رؤساء الملائكة الآخرين

تمهيد:

لم يذكر أسماء رؤساء الملائكة الأربعة الآخرين في الكتاب المقدس، ولكنهم ذكروا في كتب الكنيسة الخاصة بالتسابيح الروحية ككتاب "الابصلمودية السنوية" وأيضا في كتب تاريخ الكنيسة، ولكهم أخذوا المصدر الأساسي من التقليد المقدس.



إكرام الكنيسة لهم:

تذكركهم الكنيسة في تسابيحها وتماجيدها التي ترفعها الله، ففي "المجمع" (وهو مجمع القديسين: العذراء والملائكة والرسل والشهداء والقديسين) يقول المرتلون..

"اشفعا فينا يا رئيسا الملائكة الطاهرين ميخائيل وغبريال ليغفر لنا الرب خطايانا..

إشفعا يا رئيسا الملائكة الطاهرين رافائيل وسوريال ليغفر لنا الرب خطايانا..

اشفعوا يا رؤساء الملائكة الأطهار سداكيال وسراتيال وأنانيال، ليغفر لنا الرب خطايانا.." (كتاب الأبصلمودي السنوية).



تمجيد لملاك سوريال:

"فلنسجد للآب والأبن والروح القدس، ونكرم سوريال الرابع في رؤساء الملائكة.

جيد هو فرح سوريال نصنعه في الكنائس أكثر من فرح عرش هذا العالم الزائل.

أنت أيضاً تعلم أيها الحبيب أن فرح العالم يزول. وأما فرح سوريال فيدوم إلى الأبد.

إشفع فينا يا رئيس الملائكة الطاهرة سوريال المبوق ليغفر لنا الرب خطايانا".



تمجيد لأجل السبعة رؤساء الملائكة:

"سبعة رؤساء ملائكة وقوف يسبحون أمام الضباط الكل يخدمون السر الخفي".

ميخائيل هو الأول، غبريال هو الثاني، رافائيل هو الثالث كمثال الثالوث.

سوريال سداكيال سراتيال وأنانيال، هؤلاء المنيرون العظماء الأطهار يطلبون منه عن الخليقة.

الشاروبيم والسارافيم والكراسي والربوبيات والقوات والأربعة حيوانات غير المتجسدين الحاملون مركبة الله.."
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://rosa2007.multiply.com/
 
كتاب الملائكه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الراعى و الخراف :: مكتبة العذراء :: الكتب الدينية واللاهوتية والعقائدية-
انتقل الى: