بنت العدرا عضو ذهبي
عدد الرسائل : 3800 العمر : 58 السٌّمعَة : 14 نقاط : 6320 تاريخ التسجيل : 13/02/2008
| موضوع: عزرا الكاتب والكاهن الجمعة يناير 28, 2011 1:41 am | |
| شخصيات الكتاب المقدس عزرا الكاتب والكاهن كان في السبي ولكن... بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث أخطأ اليهود خطايا بشعة, وصلوا فيها إلي عبادة الأصنام. وغضب الرب عليهم, فأسلمهم إلي أيدي أعدائهم, ووقعوا في السبي في أيام نبوخذنصر الذي هدم الهيكل, وأخذ الأواني المقدسة, وخرب أورشليم, وسبي أفضل أهل الأرض وأمهر أصحاب الصناعات إلي بابل, وبكي هؤلاء هناك, كما قيل في المزمور. علي أنهار بابل, هناك جلسنا, فبكينا حينما تذكرنا صهيون... (مز 137: 1). وقالوا في هذا المزمور أيضا علي الصفصاف في وسطها علقنا قيثاراتنا, هناك سألنا الذين سبونا أقوال التسبيح.. كيف نسبح تسبحة الرب في أرض غريبة؟! كل شيء كان يدعو إلي الحزن والكآبة, ولكن... الله الموجود في كل مكان, كان في أرض السبي أيضا.. ومن بني المسبيين أوجد الله له أنبياء وقديسين فهناك كان دانيال النبي, وحزقيال النبي, وزربابل والثلاثة فتية القديسون.. وسمح الله بمعجزات في أرض السبي. فيحنما ألقوا دانيال النبي في جب الأسود أرسل الله ملاكه, فسد أفواه الأسود (دا 6: 22). وكذلك في أرض السبي, نجي الله الثلاثة فتية من أتون النار (دا 3: 23-27).. وفي أرض السبي تنبأ حزقيال النبي عند نهر خابور. وقال في ذلك كان في السنة الثلاثين.. وأنا بين المسبيين عند نهر خابور, أن السماء انفتحت, فرأيت رؤي الله.. (حز 1: 1). نعم في أرض السبي صار كلام الرب إلي حزقيال الكاهن.. وهناك كانت عليه يد الرب.. (حز 1: 3). في السبي, في تلك الأرض الغريبة, أعطي الرب لأبراره نعمة قدام الملوك, بل كان لهم تأثيرهم علي أولئك الملوك الوثنيين, فاحترموا الله بسببهم, ومجدوا الله الذي صنع العجائب... كما كان ليوسف الصديق تأثيره علي فرعون في مصر, كذلك كان لدانيال تأثيره علي الملك داريوس, وكان للثلاثة فتية تأثيرهم علي نبوخذنصر الملك, كما كان لنحميا وعزرا تأثيرهما علي الملك ارتحشستا وغيره. نجد أن نبوخذنصر بعد المعجزة التي حدثت مع الثلاثة فتية أصدر أمرا ملكيا يقول فيه: تبارك إله شدرخ وميشخ وعبدنغو, الذي أرسل ملاكه, وأنقذ عبيده الذين اتكلوا عليه.. فمني قد صدر أمر بأن كل شعب وأمة ولسان يتكلمون بالسوء علي إله شدرخ وميشخ وعبدنغو, فإنهم يصيرون إربا إربا, وتجعل بيوتهم مزبلة, إذ ليس إله آخر يستطيع أن ينجي هكذا (دا 3: 28, 29). وكما مجد نبوخذنصر الله, إله الثلاثة فتية هكذا مجد داريوس الملك الله, إله دانيال النبي. وهكذا كتب الملك داريوس إلي كل الشعوب والأمم والألسنة التي تحت سلطانه, يقول: من قبلي صدر أمر بأنه في كل سلطان مملكتي, يرتعدون ويخافون قدام إله دانيال, لأنه الإله الحي القيوم إلي الأبد, وملكوته لن يزول, وسلطانه إلي المنتهي هو ينجي وينفذ, ويعمل الآيات والعجائب في السموات وفي الأرض... (دا 6: 25-27). وبالمثل مع كورش الملك. نري سفر عزرا يبدأ بآية عميقة مؤثرة, تقول: وفي السنة الأولي لكورش ملك فارس.. نبه الرب روح كورش ملك فارس.... (عز 1: 1). حقا إن كورش ملك وثني. ومع ذلك فإن روحه في يد الرب, خالق السماء والأرض, هو الله: قادر أن يصرف روح كورش كما يشاء, حسب مشيئته الصالحة الطوباوية. وهكذا نبه الرب روح كورش ملك الفرس, وقاده في الطريق التي ينفذ فيها المشيئة الإلهية. وهكذا أطلق هذا الملك نداء في كل مملكته, وبالكتابة أيضا قائلا: جميع ممالك الأرض, دفعها لي الرب إله السماء, وهو أوصاني أن أبني له بيتا في أورشليم (عز 1: 2). عجيب أن يصدر هذا الكلام من ملك وثني, ولكنه لا يكون عجيبا, مادامت روحه يحركها روح الله... يقول إن الله هو الذي دفع إليه تلك الممالك, وأنه أوصاه أن يبني له بيتا.. كيف أوصاه؟! لست أعلم.. لكنه الله, يتكلم في قلب أي إنسان, بأنواع وطرق شتي (عب 1: 1). لذلك فالكنيسة تصلي أوشية الملك. وتقول فيها تكلم في قلبه من جهة كنيستك الواحدة.... ولهذا فإن أحد بابوات كنيستنا لما قابل الحاكم, قبله في صدره عند قلبه. فلما سئل في هذا, أجاب: لأنه هكذا مكتوب قلب الملك في يد الرب... (أم 21: 1). حقا إنه مكتوب: قلب الملك في يد الرب.. حيثما شاء يميله. هو الملك. ولكن الله هو ملك الملوك (رؤ 19: 16). ملك الملوك هذا, نبه قلب الملك كورش, فسمح بأن كل من يريد, يذهب ويشترك في بناء بيت الرب. أو يتبرع لذلك. وهو نفسه قام بإرجاع كل آنية بيت الرب التي كان نبوخذنصر قد أخذها وقت السبي من الهيكل, أواني الذهب والفضة, خمسة آلاف وأربعمائة. منها ثلاثون طستا من ذهب, وألف طست من فضة.. وثلاثون قدحا من ذهب, وأربعمائة من فضة, وأوان أخري (عز 1: 7-11). كلها سلمها لشيشبصر لإعادتها إلي بيت الرب.. لعل كل شعب يهوذا كانوا في حزن شديد, حينما أخذ نبوخذنصر أواني الهيكل المقدسة. ولكن.. لكل شيء زمان. ولكل أمر تحت السموات وقت (جا 3: 1). لسلب أواني الهيكل وقت, ولإعادتها هي نفسها إلي الهيكل وقت. للسبي وقت, كما أنه للرجوع من السبي وقت.. لقد نبه الرب روح كورش الملك أن يعيد تلك الأواني, وأن يعيد بناء بيت الرب, كما نبه الرب روح أحشويرش الملك أن يصلب هامان علي الخشبة التي أعدها لمردخاي (إس 1: 10) ونزع الملك خاتمه الذي أخذه من هامان, وأعطاه لمردخاي (إس 8: 2). كل ذلك حدث في فترة السبي, ومن ملوك فارس الذين تكلم الله في قلوبهم. قام رؤساء الآباء والكهنة واللاويون مع كل من نبه الله روحه, ليصعدوا ويبنوا بيت الرب (عز 1: 5). صعدوا من السبي, ورجعوا إلي أورشليم (عز 2: 1). وكان معهم زربابل... كل الجمهور معا اثنان وأربعون ألفا وثلاثمائة وستون, فضلا عن عبيدهم وإمائهم (عز 2: 64, 65). وأقاموا المذبح, وأصعدوا عليه محرقات للرب, وعيدوا عيد المظال, وأقاموا اللاويين في خدمتهم, وأقاموا الكهنة بملابسهم بأبواق. وكان فرح عظيم في وسط الشعب. ووقف بنو آساف بالصنوج لتسبيح الرب. وسبح الشعب الرب لأنه صالح وإلي الأبد رحمته. وهتف الشعب هتافا عظيما. وكثير من الشيوخ بكوا بصوت عظيم, تأثرا بالبدء في إعادة البناء, والبعض رفعوا أصواتهم بالهتاف بفرح ولم يكن الشعب يميز هتاف الفرح من صوت بكاء الشعب (عز 3: 13). بدأ زربابل يبني, وبدأ عدو الخير يعمل علي إيقاف البناء, عدو الخير لا يحتمل البناء. وإذا بشكوي ترسل إلي الملك, من رحوم صاحب القضاء, وشمشاي الكاتب, وسائر رفقائهما, يقولون عن أورشليم إنها المدينة العاصية الردية. وأنه إذا بنيت هذه المدينة ورمموا أسوارها, لا يؤدون جزية ولاخراجا ولا خفارة. فأخيرا تضر الملوك.. ولا يليق بنا أن نري ضرر الملك. لذلك أرسلنا فاعلمنا الملك, لكي يفتش في سفر أخبار آبائك وتعلم أن هذه المدينة مدينة عاصية ومضرة للملوك (عز 4: 9-15). عجبا لأولئك المتملقين الذين أرادوا أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك!! يذكروننا بأحفادهم الذين اتهموا السيد المسيح بأنه يرفض أن تدفع جزية لقيصر, وأنه بهذا يفسد الأمة (لو 23: 2). إن الباطل له طرقه في اتهام الحق, وله أساليبه التي يصل بها إلي غرضه... وأولئك الذين اشتكوا زربابل ومعاونيه إلي الملك, أمكنهم أن يصلوا إلي غرضهم, وصدر أمر من الملك بإيقاف البناء. ولما قرئت رسالة الملك أمام رحوم وشمشاي الكاتب ورفقائهما, ذهبوا بسرعة إلي أورشليم, وأوقفوهم بذراع وقوة وتوقف العمل إلي السنة الثانية من ملك داريوس الملك (عز 4: 23, 24). عاد البناء في أيام داريوس بعد نبوءة حجي وزكريا... وأرسل تتناي إلي الملك يخبره بما يحدث. وكانت رسالة تتناي إلي الملك داريوس رسالة أمينة, توحي إلي الملك بعمل الخير. وهذا يرينا كيف أن الذين حول الملوك, يمكن أن ينقلوا الخبر بطريقة تؤدي إلي إيقاف البناء, أو تؤدي إلي استمراره. وبالأسلوب الأخير تصرف تتناي في رسالته إلي الملك.. قال إنهم يبنون بحجارة عظيمة, والعمل يتقدم بسرعة وينجح. وإنه في السنة الأولي لكورش الملك كان قد أصدر أمرا بالبناء, حتي إنه أعاد أواني الذهب والفضة التي كان قذ أخذها نبوخذنصر.. وختمت الرسالة بعبارة والآن إذا حسن عند الملك, فليفتش في خزائن الملك, هل كان قد صدر أمر من كورش الملك ببناء بيت الله في أورشليم (عز 5: 17). وفتش داريوس الملك, ووجد أمر كوريش في الخزائن فأمر باستمرار البناء, وبأسلوب ظهر فيه عمل الرب بجلاء. أمر داريوس أن يبنوا البيت. ومن مال الملك تعطي النفقة عاجلا حتي لا يتعطل البناء. وما يحتاجون إليه من الثيران والكباش والخراف محرقة لإله السماء... فلتعط لهم يوما بيوم حتي لا يهدأوا عن تقريب روائح سرور لإله السماء والصلاة لأجل الملك وبنيه (عز 6: 7-10). بل أضاف هذا الملك قائلا وقد صدر مني أمر أن كل من يغير هذا الكلام, تسحب خشبة من بيته ويعلق مصلوبا عليها, ويجعل بيته مزبلة (عز 6: 11). عجيب حقا هو عمل الرب, حينما يحنن قلوب القائمين بالأمر. وأعجب من ذلك الرسالة التي أعطاها الملك ارتحشستا لعزرا الكاهن التي وصف فيها بأنه الكاهن كاتب شريعة إله السماء الكامل. وكان في هذه الرسالة أمر برجوع السبي. إذ قال الملك: قد صدر مني أمر, أن كل من أراد في ملكي.. أن يرجع من السبي, فليرجع (عز 7: 13). وفي الرسالة أيضا التصريح بجمع التبرعات لبناء البيت ولتقديم الذبائح والمحرقات. وكل ما يحتاجه بيت الله يعطي من خزائن بيت الملك, وبسرعة, وقال كل ما أمر به إله السماء, فليعمل باجتهاد لبيت إله السماء مع إعفاء جميع الكهنة واللاويين والمغنين والبوابين من دفع جزية أو خراج أو خفارة (عز 7: 15-24). وأعطي الملك الأمر لعزرا أن يعين قضاة وحكاما يقضون للشعب حسب شريعة إلهك. وكل من لا يعمل شريعة إلهك أو شريعة الملك, فليقض عليه عاجلا, إما بالموت أو بالنفي, أو بغرامة من المال, أو بالحبس (عز 7: 25, 26). انتهي الأمر من جهة بناء البيت, بقي عمل عزرا ونحميا في البناء الروحي. | |
|