منتديات الراعى و الخراف منتدي مسيحى |
تم انشأ ايميل لمن يريد الاستفسار عن اى شى و هو
elra3y@ymail.com مطلوب مشرفين على الاقسام لمن يريد المشاركه يكون لديه اشتراكات و مواضيع بالمنتدى |
| | شخصية القديس بولس الرسول | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
بنت العدرا عضو ذهبي
عدد الرسائل : 3800 العمر : 58 السٌّمعَة : 14 نقاط : 6320 تاريخ التسجيل : 13/02/2008
| موضوع: شخصية القديس بولس الرسول الإثنين يوليو 19, 2010 8:25 pm | |
| [center]شخصية القديس بولس الرسول(1) للمتنيح الأنبا غريغوريوس علي الرغم من أن القديس بولس الرسول لم يكن من بين الرسل والتلاميذ الاثني عشر الذين دعاهم المسيح له المجد ليكونوا له تلاميذ, فإنه قد صار للمسيح رسولا وتلميذا له بعد صعوده له المجد إلي السماء, فقد ظهر له بذاته في نور عظيم أبهي من لمعان الشمس(أعمال 26:13) وقال له:قم وقف علي قدميك, فإني لهذا ظهرت لك لأنتخبك خادما لي, وشاهدا بما رأيت,وبما سأتراءي لك فيه. سأنقذك من شعب اليهود ومن الأمم غير اليهودية التي سأرسلك أنا إليهم,لتفتح عيونهم, فيرجعوا من الظلمات إلي النور, ومن سلطان الشيطان إلي الله, حتي ينالوا بالإيمان بي, غفران خطاياهم, وميراثا مع المقدسين(أعمال26:16-18). وقد صرح الرب يسوع عنه لحنانيا أحد السبعين رسولا, عندما أمره الرب بأن يذهب إلي حديث بولس ويعمده: اذهب, فإن هذا لي إناء مختار, ليحمل اسمي أمام الأمم غير اليهودية والملوك وبني إسرائيل. فإني سأريه كم ينبغي أن يتحمل من الآلام في سبيل اسمي(أعمال9:15, 16) ولما مضي إليه حنانيا الرسول نقل إليه رسالة السيد المسيح قائلا له:إن إله آبائنا قد سبق فاختارك لتعرف مشيئته, وتبصر البار وتسمع صوتا من فمه, فإنك ستكون شاهدا له عند جميع الناس بما رأيت وسمعت(أعمال 22:14, 15). ثالث عشر رسل المسيح: لهذا صار القديس بولس بحق رسولا للمسيح. ولما لم يكن من بين الاثني عشر, فقد صار يلقب(ثالث عشر) رسل المسيح, وكان يفتتح رسائله بأن يبين هويته كرسول للمسيح. فيقول في رسالته الأولي إلي تيموثيئوس إنهامن بولس رسول المسيح يسوع بأمر الله مخلصنا وربنا يسوع المسيح رجائنا(1:1). وفي رسالته الثانية إلي تيموثيئوس يقول إنها(من بولس رسول المسيح يسوع بمشيئة الله) (1:1). وفي رسالته إلي أهل رومية(روما) يقول إنها (من بولس عبد يسوع المسيح, دعاه ليكون رسولا, وأفرزه لإنجيل الله) (1:1) وفي رسالته الأولي إلي أهل كورنثوس يقول إنها(من بولس الذي شاء الله أن يدعوه ليكون رسول المسيح يسوع) (1:1). ومع أنه يتواضع في بعض رسائله, ويقول عن نفسهفما أنا إلا أصغر الرسل, ولا أحسب نفسي أهلا لأن أدعي رسولا, لأني اضطهدت كنيسة الله) (1كورنثوس15:9), إلا أنه اضطر في بعض رسائله أن يبرز حقيقة رسوليته للمسيح, إلي الذين كانوا ينكرونها بقصد إضعاف خدمته وكرازته, فيقول في رسالته الثانية إلي أهل كورنثوس(لأني أحسب أني لم أنقص شيئا عن فائقي الرسل (11:5),(12:11). اقرأ أيضا(أعمال 14:4, 14) ,( رومية11:13), (1كورنثوس9:1), (2كورنثوس12:12), (1تيموثيئوس2:7), (2تيموثيئوس1:11). ومما هو جدير بالنظر والتأمل, أن القديس بولس كان معاصرا للسيد المسيح في الزمان والمكان, ويقال إن بولس كان في نحو العشرين من عمره, عندما بدأ المسيح له المجد خدمته الجهرية, ومع ذلك يبدو أن بولس لم يتبعه ولم يتأثر به في كل فترة إقامته علي الأرض إلي أن صعد له المجد إلي السماء, مع أنه لابد أن يكون قد سمع عنه, وهو الذي كانت تتزاحم عليه (عشرات الألوف من الشعب حتي لقد كان بعضهم يدوس بعضا) (لوقا12:1). ومهما يكن من أمر فقد يكون هذا مؤشرا علي ما بين الناس من تباين واختلاف, فإن توبة بعض الناس إلي الله قد تأتي متأخرة في وقتها عن توبة غيرهم, ذلك لأن عقول الناس وأفكارهم ونفسياتهم متباينة. ولهذا يجب علي خدام الله أن يتحلوا بالصبر وطول الأناة والرفق بالناس, ولا يتعجلوا الاستجابة لدعوة الإيمان. فقد يكون من بين الرافضين والمقاومين لصوت الله من سيلبي الدعوة أخيرا بعد طول ضلال وقسوة قلب, وشدة عناد. وقد أشار السيد المسيح إلي هذه الحقيقة الإنسانية في مثل عمال الكرم, الذين لم يقبلوا دعوة صاحب الكرم في وقت واحد. فبعضهم استجاب للدعوة في الساعة الأولي من النهار, وبعضهم في الثالثة منه, وبعضهم في السادسة, وبعضهم في التاسعة, وآخرون في الحادية عشرة. ومع ذلك كان لأصحاب الساعة الحادية عشرة أجر ومكافأة مجزية, ولم يبخسهم صاحب الكرم حقهم في الأجر. فإنهم مع أنهم جاءوا متأخرين لكنهم اشتغلوا بحمية وحرارة فاقت كثيرين ممن أتوا قبلهم. وهدا ما حدث مع القديس بولس الرسول, فإنه مع أنه تبع السيد المسيح متأخرا جدا, لكنه بذل من الجهد والتعب والنشاط ما جعله يتفوق علي آخرين من بين الرسل الاثني عشر, وقد اضطر الرسول بولس أن يقول عن نفسه بشئ من هذا, ردا علي الذين أنكروا عليه رسوليته للمسيح, وذلك ليتلفوا عمله وخدمته بين المؤمنين وغير المؤمنين(أهم خدام المسيح, أقول كمختل العقل, فأنا أفضل. في الأتعاب أكثر, في الضربات أوفر, في السجن أكثر, في الميتات مرارا كثيرة. جلدني اليهود خمس مرات تسعا وثلاثين جلدة. ثلاث مرات ضربت بالعصي. مرة رحمت, وانكسرت بي السفينة ثلاث مرات. وقضيت نهارا وليلة في عرض البحر. بأسفار مرارا كثيرة. بأخطار سيول, بأخطار لصوص, بأخطار من جنسي, بأخطار من الأمم غير اليهودية. بأخطار في المدينة, بأخطار في البرية بأخطار في البحر. بأخطار من إخوة كذبة, في تعب وكد, في أسهار مرارا كثيرة, في جوع وعطش, في أصوام مرارا كثيرة, في برد وعري. وهذا كله إلي جانب ما أعانيه كل يوم من اهتمام بجميع الكنائس. من يضعف وأنا لا أضعف معه؟ ومن يقع في الخطيئة وأنا لا أحترق من الحزن عليه؟ إن كان لابد من الإفتخار, فأنا أفتخر بضعفي. والله أبو ربنا يسوع المسيح-تبارك إلي الأبد- يعلم أني لا أكذب وإن والي الملك الحارث علي دمشق أمر بحراسة المدينة للقبض علي. ولكنني دليت في زنبيل من كوة في السور, فنجوت من يديه)( 2كورنثوس11:23-33). ويقول الرسول أيضا(إني تعبت أكثر منهم جميعهم, ولكن, لا أنا, بل نعمة الله التي هي معي) (1كورنثوس15:10) وقال أيضا(بل نظهر أنفسنا في كل شئ كخدام الله, في صبر كثير, في شدائد, في ضرورات, في ضيقات, في سجون, في اضطرابات, في أتعاب, في أسهار, في أصوام) (2كورنثوس6:4, 5) وقال(إني أموت كل يوم...قد صارعت وحوشا في أفسس) (1كورنثوس15:31, 32) . وقال كذلك(لا نريد, أيها الإخوة, أن تجهلوا الشدة التي أصابتنا في آسية.فكانت ثقيلة جدا وفوق الطاقة, حتي يئسنا من الحياة, بل أحسسنا أنه قضي علينا بالموت, لئلا نتكل علي أنفسنا, بل علي الله الذي يقيم الأموات, فهو الذي أنقذنا من هذا الموت) (2كورنثوس1:8-10). اقرأ أيضا)أعمال الرسل 9:16, 63), (13:5), (14:5, 9), (16:22), (17, 5), (20:3, 23, 31), (21:31,11), (23:10, 11), (25:3), (27:41), (1كورنثوس4:11), (2كورنثوس4:11), (6:9). مولده ونشأته: ولد القديس بولس-وكان يسمي أيضا شاول(أي مطلوب), وهذا اسمه العبراني-في مدينة طرسوس بولاية كيليكية( أعمال الرسل 9:13) وكان تتمتع بالامتيازات الرومانية. إذ لما أنشأ الرومان مقاطعة كيليكية سنة64 ق.م في الجنوب الشرقي لآسيا الصغري جعلوا (طرسوس) مقر الحاكم الروماني, وكانت فيها مدرسة جامعة اعتبرت الثالثة في الأهمية والشهرة العالمية بعد مدرستي أثينا والإسكندرية, وهي الآن مدينة تركية وتحتفظ باسمها (طرسوس) علي أن بولس كسائر صبيان اليهود تعلم حرفة, فقد كان المبدأ السائد عند اليهود (إن من لم يعلم ابنه حرفة فقد علمه السرقة). وكانت حرفة بولس التي تعلمها هي صنع الخيام(أعمال الرسل 18:3). لذلك قال القديس بولس يعرف ذاته لقائد الحامية الرومانية في أورشليم (إني أنا رجل يهودي, من أهل طرسوس, في كيليكية من أهل مدينة غير مجهولة)(أعمال الرسل21:39). وقال أيضا في خطابه إلي اليهود في أورشليم (إني أنا رجل يهودي ولدت في طرسوس في كيليكية, علي أني نشأت في هذه المدينة(أورشليم), عند قدمي غمالائيل, الذي علمني بإحكام ودقة شريعة آبائنا) (أعمال22:3). اقرأ (أعمال 6:9), (9:11, 30), (11:25), (15:23, 41), (23:34), (27:5), (غلاطية1:21). فبولس ولد في طرسوس, لكنه نشأ وتربي في أورشليم, بدليل قوله( إن سيرتي منذ حداثتي, وكانت من البداءة بين أمتي في أورشليم, يعرفها جميع اليهود فهم يعرفونني من قبل, من عهد بعيد. ولو أرادوا لشهدوا أني حسب مذهب عبادتنا الأكثر التزاما بأحكام الشريعة عشت فريسيا) (أعمال الرسل 26:4, 5), وهو بطبيعة ميلاده في طرسوس من مقاطعة كيليكية كان يتمتع بالامتيازات والرعوية الرومانية. ولذلك وصف نفسه بأنه روماني. جاء في سفر أعمال الرسل(فلما شدوه بالسيور قال بولس لقائد المائة الواقف بجانبهأيحق لكم أن تجلدوا رجلا رومانيا من غير أن تحاكموه؟ فلما سمع قائد المائة ذلك, أسرع إلي قائد الألف وأخبره قائلا: ماذا أنت مزمع أن تفعل؟ فإن هذا الرجل روماني! فجاء قائد الألف إلي بولس وقال له: قل لي:هل أنت روماني؟ قال:نعم فأجاب قائد الألف:إني اقتنيت هذه الرعوية بمبلغ كبير, فقال بولس: أما أنا فقد ولدت فيها.فتراجع عنه في الحال الذين كانوا مزمعين أن يفحصوه. وخاف قائد الألف لما عرف أنه روماني ولأنه قد كبلة بالقيود) (أعمالق 22:25-29). وقد استغل القديس بولس هذه الصفة أو الجنسية الرومانية عندما سجنوه في مدينة(ثياتيرا) هو و(سيلا) رفيقه...فلما طلع النهار أرسل الحكام الجلادين يقولون لحافظ السجن:أطلق ذينك الرجلين, فأخبر حافظ السجن بولس بهذا الكلام, إن الحكام قد أرسلوا بإطلاقكما, فاخرجا الآن واذهبا بسلام! فقال لهم بولسلقد جلدونا جهرا من غير محاكمة, ونحن رجلان رومانيان, وألقونا في السجن, وهم الآن يخرجوننا سرا. كلا, بل فليأتوا هم أنفسهم ويخرجوننا. فنقل الجلادون هذا الكلام إلي الحكام. فلما سمعوا أنهما رومانيان خافوا. فلما جاءوا, اعتذروا لهما. ولما أخرجوهما سألوهما أن يرحلا عن مدينتهم) (أعمال16:35-39). وقد كتب الأمير كلوديوس ليسياس في رسالة رسمية إلي العزيز فيلكس والي قيصرية, أرسلها مع اثنين من قواد المئات, يقول فيها عن بولس(أمسك اليهود هذا الرجل وأزمعوا أن يقتلوه فأدركته بالجنود, وأنقدته لما عملت أنه روماني) (أعمال 23:27). ولعله لهذا السبب عندما صدر الحكم علي بولس في روما بالإعدام, تحت حكم نيرون, لم يصلبوه كما فعلوا مع القديس بطرس الرسول, إنما نفذوا عليه الحكم بقطع الرأس, ذلك لأن الصلب لم يكن يليق بالحاصلين علي الامتيازات الرومانية. وإلي جانب الامتيازات الرومانية التي حصل عليها القديس بولس بوصفه من مدينة طرسوس في مقاطعة كيليكية الرومانية, كان القديس بولس يعتز بأنع عبراني من العبرانيين وأنه إسرائيلي من جنس إسرائيل, وأنه من سبط بنيامين, وأنه يتبع أكثر المذاهب اليهودية تشددا, وتمسكا بأحكام الشريعة, وهو المذهب الفريسي, وأنه تعلم الشريعة علي يدي غمالاتئيل وهو من كبار العلماء, وأنه تربي تحت قدميه حيث كانت تقاليد ذلك الزمان تقتضي أن يجلس التلاميذ بكل اتضاع علي الأرض تحد قدمي المعلم, الذي يحترمونه. يقول القديس بولس في رسالته إلي كنيسة فيلبي(إني مختون في اليوم الثامن لمولدي, وإني من بني إسرائيل, من سبط بنيامين, عبراني من العبرانيين. أما في الشريعة فأنا فريسي. وأما في الغيرة فأنا مضطهد الكنيسة. وأما في البرالذي تقتضيه الشريعة فأنا بلا لوم) (فيلبي 3:5, 6). وقال في رسالته الثانية إلي أهل كورنثوس يرد علي الذين أنكروا عليه رسوليته للمسيح, ويفرقون بينه وبين سائر الرسل الاثني عشرهم عبرانيون وأنا عبراني.هم إسرائيليون وأنا إسرائيلي,هم من ذرية إبراهيم وأنا من ذرية إبراهيم) (2كورنثوس11:22). وقال في خطابه إلي اليهود في أورشليم(إني أنا رجل يهودي, ولدت في طرسوس, في كيليكية, علي أني نشأت في هذه المدينة, عند قدمي غمالائيل, الذي علمني بإحكام ودقة, شريعة آبائنا) (أعمال الرسل 22:3) ومرة أخري يقول تفسيرا لعبارته الأخيرة( إني حسب مذهب عبادتنا الأكثر التزاما بأحكام الشريعة,عشت فريسيا) (أعمال الرسل 26:5), وقال مرة أخري( أيها الرجال الإخوة, أنا فريسي ابن فريسي) (أعمال الرسل 23:6), ويقول في رسالته إلي كنيسة رومية(روما) (إني أنا إسرائيلي من ذرية إبراهيم, من سبط بنيامين) (رومية11:1). وقال لأهل غلاطية إني كنت أتقدم أكثر أبناء جيلي من بني قومي في ديانة اليهود وأفوقهم غيرة علي تقاليد آبائي) (غلاطية1:14). أما غمالائيل الذي يشيد به القديس بولس, ويعتز بتلمذته له, وأنه جلس عند قدميه يتلقن علي يديه شريعة الله بكل دقة وإحكام وتشدد والتزام, فهو أحد كبار علماء الشريعة, وأحد أعضاء مجلس السنهدريم, أعلي سلطة دينية عند اليهود, ووصفه سفر أعمال الرسل في موضع آخر بأنه( رجل فريسي اسمه غمالائيل, وكان من علماء الشريعة, يحترمه الشعب كله) (أعمال الرسل5:34). وهو الذي أقنع أعضاء المجلس اليهودي الأعلي بأن يطلقوا سراح رسل المسيح بعد أن كانوا قد عزموا علي قتلهم. ولكن نظرا لعلو مكانة غمالائيل بين معلمي الشريعة انقاد جميع أعضاء المجلس الأعلي لرأيه, وأطلقوا سراح الرسل(أعمال الرسل5:33-41). | |
| | | بنت العدرا عضو ذهبي
عدد الرسائل : 3800 العمر : 58 السٌّمعَة : 14 نقاط : 6320 تاريخ التسجيل : 13/02/2008
| موضوع: رد: شخصية القديس بولس الرسول الإثنين يوليو 19, 2010 8:28 pm | |
| شخصية القديس بولس الرسول(2) للمتنيح الأنبا غريغوريوس علي الرغم من مكانة القديس بطرس الرسول, فقد حدث منه في أنطاكية تصرف لامه عليه القديس بولس, وعده منه(رياء). وقد أشار إليه صراحة في رسالته إلي أهل غلاطية حيث قال(عندما جاء بطرس إلي أنطاكية قاومته وجها لوجه لأنه كان يستحق اللوم) (غلاطية2:11).ذلك أن بطرس كان في أنطاكية يؤاكل المؤمنين الذين من أصل غير يهودي, فلما جاء من أورشليم إلي أنطاكية مسيحيون من أصل يهودي امتنع بطرس أن يأكل مع الذين من أصل غير يهودي خوفا من المؤمنين الذين من أصل يهودي, فحزن الرسول بولس علي هذا التصرف وعده رياء, وسلوكا غير قويم لا يتفق مع حق الإنجيل.ولما رأي أن برنابا أيضا سلك نفس السلوك, لم يخجل أن يوجه إليه أيضا اللوم قائلا(إن برنابا أيضا انقاد إلي ريائهم) (غلاطية 2:13). ويقول في روايته لهذه المواجهة الصريحة: (فلما رأيت أنهم لا يسلكون بإستقامة حسب حق الإنجيل, قلت لبطرس بمحضر منهم كلهم: إذا كنت وأنت يهودي تعيش كغير اليهود لا كاليهود, فكيف تلزم غير اليهود أن يتهودوا؟ نحن بالطبيعة والميلاد يهود...ومع ذلك نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس, بل بإيمان يسوع المسيح). (غلاطية2:11-16). من خصائص شخصية الرسول بولس: علي أن هذه الحادثة تكشف عن شخصية القديس بولس الرسول وأمانته, وشدة استمساكه بحق الإنجيل, كما تكشف عن شجاعته وصراحته وقوة مواقفه في المحاماة عن الإنجيل(فيلبي1:7). فعلي الرغم من علمه بمكانة القديس بطرس وهو من الاثني عشر تلميذا, وهم المعتبرون بمنزلة أساطين الكنيسة وعمدائها(غلاطية2:9), ولابد أن يكون الرسول بطرس هو أحد هؤلاء المعمدان والأساطين الذين وضعوا أيديهم علي بولس, فصار أسقفا معهم وشريكا لهم في الخدمة الرسولية(أعمال13:2, 3),(غلاطية2:9) وعلي الرغم أيضا من أن القديس برنابا الرسول, شريك بولس في الخدمة الرسولية, وقد نال الدرجة الأسقفية معه بوضع أيدي الرسل المعتبرين أعمدة الكنيسة(أعمال 13:2, 3) (غلاطية2:9). وعلي الرغم من أن برنابا هو الذي جاء ببولس أولا إلي الرسل بعد أن كل التلاميذ كلهم يخشونه ويخافونه غير مصدقين أنه تلميذ, وهو الذي روي لهم كيف أن شاول أو بولس قد رأي الرب وأنه كلمة ودعاه لخدمته(أعمال 9:26, 27), ثم إن برنابا هو الذي ذهب إلي بولس في طرسوس وجاء به إلي أنطاكية ليزامله في الخدمة... نقول إن بولس لم يكتم حق الإنجيل علي الرغم من علمه بمكانه بطرس وبرنابا, ويقول صراحة(وأما المعتبرون أنهم شئ, مهما كانوا لا فرق عندي, لأن الله لا يحابي أحدا من الناس) (غلاطية2:6). والجميل في حياة الآباء الرسل وطهارة قلوبهم, أنه لا بطرس ولا برنابا حقد علي بولس أو كرهه أو غضب منه, فإن كلا منهما يعلم مدي غيرته علي الحق الإلهي, وقد حملوا كلهم هذا الخلاف بينهم لا علي المستوي الشخصي, وإنما علي المستوي العقائدي والإيماني. ولم يمنع هذا الخلاف الذي جري بين الرسل في أنطاكية أن يشيد القديس بطرس في إحدي رسائله بالقديس بولس الرسول ويصفه بالحكيم فيقول عنه في رسالته الثانية إلي المؤمنين (واحسبوا أناة ربنا خلاصا, كما كتب إليكم بذلك أخونا الحبيب بولس, بحسب ما أوتي من الحكمة, كما هي الحال في جميع رسائله) (2.بطرس3:15, 16). ثم إنه في المجمع الرسولي الذي عقده الرسل في أورشليم برئاسة القديس يعقوب الرسول أسقف أورشليم نحو سنة51/50م, وقف القديس بطرس الرسول داعيا إلي عدم التزام المؤمنين من أصل غير يهودي بالختان, ونادي بمساواتهم تماما في كل شئ مع المؤمنين من أصل يهودي وقال والله الذي يعرف ما في القلوب... لم يفرق بيننا وبينهم في شئ وهكذا قال يعقوب الرسول: (لذلك أري أن لا يثقل علي الذين يهتدون إلي الله من الوثنيين, بل يرسل إليهم أن يمتنعوا عن ذبائح الأصنام النجسة والزني والمخنوق والدم) وهكذا قال أيضا بولس وبرنابا. وقد أصدر المجمع قرارا بمنطوق كلمات الرسول يعقوب , وأرسلوه إلي الإخوة المؤمنين من غير اليهود في أنطاكية وسورية وكيليكية, وأوفدوا يهوذا وسيلا( مع الحبيبين برنابا وبولس) وجاء في نص القرارفقد رأي الروح القدس ورأينا نحن أن لا نحملكم من الأثقال سوي مالابد منه, وهو أن تمتنعوا عن ذبائح الأصنام, وعن الدم والمخنوق والزني, فإذا صنتم أنفسكم منها, فحسنا تفعلون). (أعمال الرسل15:1-29). خلاف أفاد: ومهما يكن من أمر, فإن هذا الخلاف بين القديس بولس والقديس بطرس في أنطاكية يكشف عن عدد من الحقائق والمؤشرات: 1- إن القديس بولس الرسول كان رسولا أمينا لرسالة سيده المسيح وهو الذي قال(فليعدنا الناس خداما للمسيح ووكلاء أسرار الله. ثم يطلب من الوكلاء أن يكون كل واحد منهم أمينا)(1.كورنثوس4:1). فلم ينحرف بولس عن فهم رسالته, ولم يحاب وجه إنسان علي حساب الحق الإلهي. وهكذا يجب أن يكون جميع الناس بعامة وخدام الله بخاصة. 2-لم يخجل الرسول بولس أن يشير إلي هذا الخلاف بينه وبين القديس بطرس والقديس برنابا, علي الرغم من مكانة كل منهما عنده, حيث إن الخلاف كان علي المستوي العقائدي والإيماني, ولم يكن علي المستوي الشخصي. 3-لم يخش القديس بولس العثرة التي تنجم عن وجود هذا الخلاف وآثاره علي الكنيسة من داخل ومن خارج, فإن الشرور الناجمة عن تعويج الحق الإلهي محاباة للوجوه, أو طلبا لمنفعة أو تجنبا للمتاعب, تزيد كثيرا علي ما يمكن أن تحدثه مواقف القوة مع الحق من ردود فعل من جانب المنافقين والخائفين. 4-ثم إن الخلاف علي المبادئ, يؤدي في نهاية المطاف إلي إرساء قواعد, وإظهار حقائق, كان يمكن أن يطمسها الخوف من العثرة. ونحن لا ننسي قول الرسول بولس عن المسيح-له المجد- إنه هو ذاته صار عثرة لليهود(نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة) (1.كورنثوس 1:23) اقرأ (رومية 9:32) (غلاطية5:11), (1.بطرس 2: . 5-ولقد أدي الخلاف بين الرسل علي مدي التزام المهتدين إلي المسيح من غير اليهود, بالختان,وما إذا كان هناك امتياز للمسيحيين من أصل يهودي علي المسيحيين من أصل وثني, إلي انعقاد الرسل في مجمع, ووصولهم إلي قرارا مجمعي بالروح القدس, أضاف إلي التراث العقائدي صيغة إيمانية جديدة ملزمة لجميع المسيحيين في كل العصور. 6-ويعد المجمع الرسولي في أورشليم لبنة أولي في صرح مجمعية الكنيسة, وأول تطبيق عملي للقاعدة التي وضعها المسيح له المجد للتقنين في كنيسته بقوله للآباء الرسل الحق أقول لكم إن كل ما تربطونه علي الأرض يربط في السماوات, وكل ما تحلونه علي الأرض يحل في السماوات) (متي18:18). وبموجب هذا التصريح الإلهي صارت للمجامع الإكليريكية العامة- مسكونية وإقليمية ومحلية- شرعيتها في التقنين والتشريع الكنسي. وبذلك تصير لقرارات هذه المجامع قوة الوحي الإلهي(الله قائم في مجمع الله. في وسط الآلهة يقضي)(مزمور81:1), وتصير بالتالي قرارات المجامع الكنسية مصدرا ثالثا للتعليم الكنسي بعد الكتاب المقدس والتقليد الرسولي. كرازة القديس بولس الرسول لقد شاء الله الذي دعا شاول أو بولس ليكون خادما له ورسولا منه إلي غير المؤمنين, أن يختصه بالخدمة بين الوثنيين في الأمم غير اليهودية. يتضح هذا أولا منذ الابتداء عندما ظهر له في الرؤيا الأولي وهو في طريقه إلي دمشق, وسأله شاول: يارب, ماذا تريد أن أعمل؟ قال المسيح له المجد لبولس(قم وقف علي قدميك, فإني لهذا ظهرت لك لأنتخبك خادما لي وشاهدا بما رأيت, وبما سأتراءي لك فيه...سأنقذك من شعب اليهودي ومن الأمم(غير اليهودية) التي سأرسلك أنا إليهم لتفتح عيونهم, فيرجعوا من الظلمات إلي النور,ومن سلطان الشيطان إلي الله, حتي ينالوا بالإيمان بي, غفران خطاياهم وميراثا مع القديسين) (أعمال الرسل26:16-18). ثم لقد قال الرب يسوع المسيح لحنانيا الرسول, أحد السبعين, عندما ظهر له في الرؤيا وأمره بأن يذهب إلي شاول ليعمده وينير بصيرته(اذهب, لأن هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي إلي الأمم(غير اليهودية) والملوك وبني إسرائيل) (أعمال الرسل9:15). ثم إن المسيح له المجد ظهر للقديس بولس, في أورشليم, بينما هو يصلي في الهيكل, وأمره قائلا أسرع في الخروج عاجلا من أورشليم,لأنهم لا يقبلون شهادتك لي...اذهب, إني سأرسلك إلي مكان بعيد, إلي الأمم(غير اليهودية)) (أعمال الرسل22:17-21). وقال القديس بولس الرسول إلي اليهود في مجمعهم ببلدة أنطاكية بيسيدية(كان يجب أن تكلموا أنتم أولا بكلمة الله, ولكنكم رفضتموها, فحكمتم أنكم غير مستحقين للحياة الأبدية. ولذلك نتوجه الآن إلي الأمم (غير اليهودية) فقد أوصانا الرب:قد أقمتك نورا للأمم لتكون أنت خلاصا إلي أقصي الأرض.فلما سمع غير اليهود ذلك فرحوا ومجدوا كلمة الرب). (أعمال الرسل13:46, 47). وقال الرسول بولس لأهل روما من غير اليهوديسوع المسيح ربنا, الذي به نلنا النعمة والرسالة لندعو من أجل اسمه جميع الأمم إلي إطاعة الإيمان وأنتم أيضا منهم, دعيتم لتكونوا ليسوع المسيح.(رومية1:4-6). (أقول لغير اليهود منكم, بما أني أنا رسول للأمم (غير اليهودية), أمجد خدمتي)(رومية11:13). (النعمة التي وهبها الله لي حتي أكون خادم المسيح يسوع عند الأمم (غير اليهودية), وأنا أخدم الله ككاهن, ليكون قربان الأمم (غير اليهودية) مقبولا عند الله مقدسا بالروح القدس)(رومية15:15, 16). ويقول الرسول بولس في رسالته إلي أهل غلاطية(لما سر الله الذي اصطفاني منذ كنت في بطن أمي, فدعاني بنعمته أن يعلن ابنه في لأبشر به بين الأمم(غير اليهودية) (غلاطية1:15, 16). (وأما المعتبرون...إذ رأوا أني أؤتمنت علي تبشير غير اليهودية كما أؤتمن بطرس علي تبشير اليهود, لأن الذي عمل في بطرس لرسالة أهل الختان, عمل في أيضا للأمم (غير اليهودية). ولما عرف يعقوب وبطرس ويوحنا, وهم بمنزلة أساطين الكنيسة, ما أعطيت من نعمة, مدوا إلي وإلي برنابا يمين الشركة, فنذهب نحن إلي الأمم (غير اليهودية) وهم إلي أهل الختان) (غلاطية2:6-9). وقال الرسول بولس إلي أهل أفسس(أنا أصغر جميع القديسين أعطيت هذه النعمة أن أبشر الأمم (غير اليهودية) بما في المسيح من غني لا حد له). (أفسس 3: . ويقول في رسالته إلي تيموثيئوس: (الشهادة...وأقمت أنا لها داعيا ورسولا...ومعلما للأمم(غير اليهودية) في الإيمان والحق) (1.تيموثيئوس 2:7,6) (الإنجيل الذي أقمت له كارزا ورسولا ومعلما للأمم غير اليهودية) (2تيموثيئوس1:10, 11). اقرأ أيضا(أعمال الرسل 18:6). وقد قام الرسول فعلا بمهمة تبشير جميع الأمم, يهودية وغير يهودية, لكنه توجه علي الخصوص إلي الأمم غير اليهودية ونقل إليهم بشارة الإنجيل للخلاص, وقد صحبه في رحلاته تلك بعض المرافقين, ومنهم:برنابا,ومرقس ولوقا من بين السبعين, وآخرون من تلاميذه ومن بينهم:تيموثيئوس وتيطس. وفيما يلي نذكر شيئا عن رحلاته الأربع بحسب ترتيبها التاريخي, مع الإشارة إلي المرافقين له, والبلاد التي بشر فيها بالإنجيل. | |
| | | | شخصية القديس بولس الرسول | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
مواضيع مماثلة | |
| |
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|