تــــــراب مارمينا
السيدة / ألين تادرس
سيدني- استراليا
أصيبت
ابنتي "سارة" في يوليو 1983 بمرض الربو عندما كانت في الثانية من عمرها،
وياله من مرض مؤلم وصعب. فكم من مرة أراها تتعذب، فيتمزق قلبي عندما
تفاجئها الأزمة، وتضطر إلي دخول المستشفي مرة أو مرتين كل شهر.
كنت أشكر الله علي كل حال، وأتضرع اليه ألا يتركها فريسة لهذا المرض، وكنت دائما أنادي مارمينا والبابا كيرلس ليشفعا فيها.
وفي
إحدي المرات – عندما كانت ابنتي في المستشفي – تمنيت لو أن إنسانا احضر
لنا حفنة تراب من دير مارمينا الذي كنت أعتقد إنه بركة عظيمة، وإنها ستنال
الشفاء به رغم معاناتها من حساسية ضد التراب.
وأخيرا
أرسلت خطابا للدير لطلب الصلاة من أجلها، لأني كنت قد سئمت الحياة، وأخشي
أن يتزعزع إيماني، وقد أرسل لي الدير قطعة قطن بها زيت مبارك، وطلب مني أن
أضعها في زجاجة زيت زيتون نقي، وأدهن به ابنتي يوميا، وقد نفذت كل ذلك.
كما كنت أدهن به ابني "مينا" الذي كان هو الآخر يعاني من نفس المرض.
وبتدبير
من الله حضرنا إلي مصر بعد ذلك، فقمنا بزيارة دير حبيبنا، وشفيعنا
مارمينا، وعندما وجدت نفسي أمام جسد هذا القديس أخذت أبكي بمرارة، لأني
رازحة تحت وطأة سنين طويلة من المعاناة... لاأعرف من أين اتتني كل هذه
الدموع ،... لقد حاولت أكثر من مرة أن أمنع نفسي من الاسترسال في البكاء،
ولكني فشلت، إلي أن شعرت فجأة، وقد هدأت، وزايلني القلق كأن شيئا لم يكن
بي...أحسست بالراحة والسلام.
استراحت نفسي بالبكاء، بل
شعرت أنني وجدت المكان الذي تتعزي فيه روحي، وتتحلل من كل همومها، وتعبها،
وطلبت إلي الله متشفعة بالشهيد العظيم أن يزيح عني ألمي وقلقي علي ابنتي
التي أراها تتعذب بين الحين والحين.
وفي هذه الأثناء جاءني أحد الأقارب يقول لي :" إلحقي أولادك بياكلوا من التراب، وحطين زلط في فمهم".
فرحت
لحظتها، وقلت لقد تحقق أملي الذي كنت أنشده، وأنا في المستشفي "بسيدني "
عندما كانت ابنتي تتعذب من المرض... وكانت نفسي تتهافت علي بعض من تراب
الدير... سعدت إذ رأيت أولادي يأكلون التراب.... فهذه أمنيتي التي طالما
أشتقت لتحقيقها.
لقد نالت ابنتي الشفاء منذ تلك الزيارة المباركة فقد انقضي العام، ولم تنتابها أعراض ذلك المرض اللعين.
عجبا، وأي عجب... أي سر يحمله ذلك، وأي كرامة، ومجد تمنحهما ياالله لمن أحبوك من كل قلوبهم.
وها أنا ذا أكتب رسالتي اعترافا مني بحدوث المعجزة التي أرجو تسجيلها في سجل المعجزات.
-------------------------- ---------------------------
عودة رجل مقتول الي الحياة
كان
في الاسكندرية رجل ثري ذو ممتلكات كثيرة، وكان مسيحيا تقيا يعرف الله ،
سمع عن معجزات القديس آبا مينا ، فقال لنفسه" أريد أن أزور مزار القديس
مينا ، وأصلي هناك ، وأعمل تمجيدا لجسده المقدس ، وأقدم له بعض التقدمات
عله يذكرني عند خالقني ".
ونهض الرجل وأخذ معه ثلاثة آلاف من "
السلادي" ( نوع من العملة ) ، وضعها في كيس ، وأخذ طريقه الي المزار ،
وكان بمفرده . وعند الشاطيء وجد سفينة أبحرت به الي أن وصل الي ميناء تسمي
فيلو كيسنتي ( ميناء الكرم )، ثم نزل الي البر ليتجه الي الصحراء حيث يوجد
مزار القديس مينا .
وفي الطريق حل الليل عليه فذهب الي صاحب حانوت
، وقال له: يا أخي اني ذاهب الي القديس مينا ، وها الظلام قد خيم ، وأخشي
السير بمفردي في الصحراء ، فهل لك أن تستضيفني حتي الصباح".
رحب به
الرجل, وأخذه الي منزله ، وقدم له الطعام والشراب ، وأعد له الفراش لينام
، ولاحظ رب البيت كيس الذهب الذي مع الضيف ، ولعب الشيطان بعقله، وقلبه ،
فانتظر حتي استغرق ضيفه في النوم العميق ، ثم انقض عليه وقتله.
وقال
الرجل لنفسه :" انتظر حتي يخلو الميناء من العمال ، وألقي به في اليم ".
وبنما هو يفكر في الأمر ظهر فوق الميناء نور عجيب أضاء المكان كله ، فلم
يستطع الرجل الخروج بالجثه ، وأصبح في حيرة من الأمر، وكيف يتخلص من هذه
المصيبة !! فصل الرأس عن الجسد ، وقطع باقي الجثة الي قطع واشلاء ، ووضعها
في جرة انتظارا لظهور القمر ، فتكون الفرصة سانحة لالقاء الجرة، وما فيها
في الماء .
وبينما هو ممسك برأس القتيل سمع طرقا علي باب منزله ،
فأسرع مذعورا ، ووضع الرأس في السلة ، وعلقها في سقف في وسط المنزل ، وما
أن فتح الباب حتي دخل آبا مينا راكبا حصانا مهوبا ، ومعه اثنان من
الملائكة في ملابس الجنود ، وسأل آبا مينا صاحب البيت قائلا : هل أنت
بمفردك هنا ؟" ، قال الرجل : " أقسم لك ياسيدي أنني هنا وحدي " .
ترجل
"مينا" من علي حصانه ، وقال للرجل : " انتظر ايها الشرير حتي أجد ضحية
غدرك الذي أتيت أنا من أجله " ، وذهب "مينا" الي السلة التي كانت مدلاة من
السقف ، ووجد فيها رأس القتيل ، ثم قال لصاحب البيت :" ألم أقل لك انني
سأجد الرجل الذي أتيت أنا من أجله ".
وملأ الرعب قلب الرجل الذي ظن
أن الملك يبحث عنه بسبب الفعلة الشنيعة التي ارتكبها ، وتقدم نحو آبا مينا
وخر علي وجهه ، وأخذ من تراب الارض ، ووضعه علي رأسه ، وراح يستعطف مينا
ويقول :" يا سيدي اني أري نور الله في وجهك ، ونعمته في عينيك .انقذني أنا
البائس التعيس ، انقذ روحي ، سأعترف بخطيئتي أمامك ، هذا الرجل كان في
طريقه لزيارة مزار القديس مينا ، ولم يتسطع ان يكمل مسيرته لأن الليل كان
قد أرخي سدوله، فطلب مني أن أستضيفه حتي الصباح ، ولما رأيت كيس الذهب معه
أغواني الشيطان فقتلته . وها هو الكيس لم أفتحه للآن . خذه يا سيدي ، وأنا
سأعطي من مالي الخاص ألفين من ( السلادي ) . انقذني يا سيدي من هذا القتل
".
قال القديس :" ايها الرجل ما دمت قد اعترفت بجريمتك ، فأنا أيضا
سأكشف لك عن نفسي . اذهب ، واحضر الجرة التي بها اشلاء الرجل لكي تتمجد
أعمال الله فيه بشفاعة خادمه مينا الشهيد . وأحضر الرجل الجرة ، وقال
القديس آبا مينا :" باسم الآب والابن والروح القدس ، قم أيها القتيل من
رقادك كامل الجسم والعقل ، واخبر صاحب البيت من أكون أنا ".
وفي
الحال انتصب القتيل واقفا ، وعادت اليه الحياة ، وركع امام القديس
والملاكين بكل احترام ، وقال :" يامينا يا جندي المسيح ، حقا ان كل من
يزور قبرك لن يصاب بسوء ". فبارك مينا الرجلين ، ثم صعد الي السماء ، ومعه
الملاكين .
وأخذ صاحب الحانوت ألفين سلديا (عمله) من ماله الخاص ،
وأضافهما الي الثلاث الاف التي كانت مع الضيف ، وذهب الرجلان معا الي مزار
آبا مينا ، وقدما الذهب هناك . وفرحا ومجدا الله اله القديس الشهيد آبا
مينا.
+++++++++++++++++++++++++++++++
[/size]